وكانت قد وصلت جنازة الحسن (عليه السلام) فرمت بنفسها عن البغلة وقالت: والله لا يدفن الحسن هاهنا أبدا أو تجز هذه! وأومت بيدها إلى شعرها (وفي رواية دلائل الإمامة / 160: حتى تحلق هذه! وأخرجت ناصيتها) فأراد بنو هاشم المجادلة فقال الحسين (عليه السلام): الله الله لا تضيعوا وصية أخي واعدلوا به إلى البقيع فإنه أقسم علي إن أنا منعت من دفنه مع جده (صلى الله عليه وآله) أن لا أخاصم فيه أحدا وأن أدفنه بالبقيع مع أمه (فاطمة بنت أسد) فعدلوا به ودفنوه بالبقيع معها، فقام ابن عباس وقال: يا حميراء ليس يومنا منك بواحد، يوم على الجمل ويوم على البغلة! أما كفاك أن يقال يوم الجمل حتى يقال يوم البغل، يوم على هذا ويوم على هذا! بارزة عن حجاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) تريدين إطفاء نور الله والله متم نوره ولو كره المشركون! إنا لله وانا إليه راجعون! فقالت له: إليك عني، وأف لك وقومك)!
17 - وصفهم احتشاد المسلمين في تشييع الإمام الحسن (عليه السلام) (عن جهم بن أبي جهم قال: لما مات الحسن بن علي بعثت بنو هاشم إلى العوالي صائحا يصيح في كل قرية من قرى الأنصار بموت حسن، فنزل أهل العوالي ولم يتخلف أحد عنه... سمعت ثعلبة بن أبي مالك قال: شهدنا حسن بن علي يوم مات ودفناه بالبقيع، فلقد رأيت البقيع ولو طرحت إبرة ما وقعت إلا على إنسان! قال: عن ابن أبي نجيح عن أبيه قال: بكي على حسن بن علي بمكة والمدينة سبعا النساء والصبيان والرجال)!
وفي المنتخب من ذيل المذيل للطبري / 19 عن ابن سنان قال: (سمعت ثعلبة بن أبي مالك قال شهدنا حسن بن علي يوم مات ودفناه بالبقيع، ولقد رأيت البقيع ولو طرحت فيها إبرة ما وقعت إلا على رأس إنسان)! (تهذيب الكمال: 6 / 256، والإصابة: 2 / 66، ومذيل الطبري / 19، وترجمة الإمام الحسن من الطبقات 90، وتاريخ دمشق: 13 / 297، ومستدرك