عهد عبد الملك بن مروان بعد هلاك مروان تولى ولي عهده ابنه عبد الملك، فواصل حربه لإخضاع أهل المدينة مجددا وقتال ابن الزبير في مكة، ومواجهة حركة التوابين المطالبين بثأر الإمام الحسين (عليه السلام) الذين توجهوا من العراق إلى الشام بقيادة صحابي عمره 93 سنة هو سليمان بن صرد الخزاعي:
(فأما عبيد الله بن زياد فسار حتى نزل الجزيرة فأتاه الخبر بها بموت مروان، وخرج إليه التوابون من أهل الكوفة طالبين بدم الحسين). (الطبري: 4 / 475).
ووقعت المعركة بينهم في عين الوردة عند الحدود السورية فقتل أكثر التوابين ولم ينج منهم القليل! لكن العراق لم يخضع لبني أمية، فقامت حركة المختار وابن الأشتر مطالبين أيضا بثأر الإمام الحسين (عليه السلام)، وتمكنوا من السيطرة على العراق من سنة خمس وستين إلى سبع وستين.
وفي السنة التالية سنة 66، أرسل عبد الملك جيشا كثيفا إلى العراق بقيادة عبيد الله بن زياد، لكنه تلقى هزيمة فاحشة عند الموصل على يد إبراهيم بن مالك الأشتر (رحمه الله)، وقتل أكثر جيشه، ومنهم قائده ابن زياد.
* * من جهة أخرى انحسرت حركة عبد الله بن الزبير عن الشام وفلسطين ومصر أمام مروان وعبد الملك، لكنها بقيت قوية في الحجاز واليمن والبصرة، فاستطاع أخوه مصعب أن يسيطر على العراق ويقضي على حركة المختار ويقتله في 14 رمضان سنة 68 (الطبقات: 5 / 105، وتاريخ دمشق: 54 / 349، وفي الطبري: 4 / 578 أن ذلك في سنة 67).
وقد ارتكب مصعب في العراق فظائع كفظائع يزيد بأهل المدينة في وقعة الحرة! وبقي مسيطرا عليه نحو أربع سنوات.