3 - برنامج الإمام الحسن (عليه السلام) في المدينة بعد الصلح عاد الإمام الحسن (عليه السلام) إلى مدينة جده (صلى الله عليه وآله)، هو وأخوه الحسين (عليهما السلام) وبقية أبناء الرسول وبناته وكل بني هاشم.. إلى هذه المدينة التي اختارها الله لرسوله وأسرته وجعلها حرمهم وبيتهم (عليهم السلام)، فهي تعني عندهم الجد والأب والأم والبيت والذكريات الغالية الحنونة، وأمجاد الرسالة النازلة من السماء.
المدينة تعني القاعدة الثابتة لهم كما لجدهم (صلى الله عليه وآله)، فتراهم (عليهما السلام) ينطلقون منها ثم يعودون إليها. وعندما يضطرون لمغادرتها كالإمام الرضا والجواد (عليهما السلام) يتركون فيها أبناءهم وبناتهم، ليكونوا استمرار وجودهم فيها، فكأنهم أخذوا على أنفسهم التواجد فيها ما أمكنهم، حتى يأتي وعد الله بمهديهم (عليه السلام)!
واستقبله الأنصار، وحفوا به كما حفوا بأبيه في الجمل وصفين والنهروان!
وكلهم معه وكلهم غاضب من بني أمية، وفي وجود الحسن (عليه السلام) ضمان لهم من أن يستبيحهم معاوية، بحقده القديم عليهم من بدر وأحد، والجديد من صفين!
وفي وجوده بينهم قوة لهم أمام حاكم المدينة وجهازه الأموي، الذي ينظر إليهم شزرا، كأنه يطالبهم بدم زعمائه في بدر، وبدم عثمان بالأمس!
وبقدر ما كان الأنصار يحبون الإمام الحسن (عليه السلام) ويحبهم كان معاوية يكرههم ويكرهونه، وكان يعرف ذلك جيدا! (دخل المدينة فقصد المسجد وعلا المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإني والله وليت أمركم حين وليته وأنا أعلم أنكم لا تسرون بولايتي ولا تحبونها! وإني لعالم بما في نفوسكم ولكني خالستكم بسيفي هذا مخالسة)! (تاريخ دمشق: 59 / 153).
واستمر برنامج الإمام الحسن (عليه السلام) في المدينة نحو عشر سنوات:
زيارة لقبر جده الحبيب (صلى الله عليه وآله) يوميا ولقبر عمه حمزة أحيانا، ومجلس في المسجد النبوي اتخذه منبرا لرد أباطيل بني أمية، بتفسير القرآن ونشر أحاديث