آمال معاوية بيزيد ومستقبل إمبراطوريته!
قال الطبري في تاريخه: 4 / 248: (قال معاوية: رجلان إن ماتا لم يموتا، ورجل إن مات مات! أنا، إن مت خلفني ابني، وسعيد (بن العاص الأموي) إن مات خلفه عمرو، وعبد الله بن عامر (بن كريز الأموي) إن مات مات! فبلغ مروان فقال: أما ذكر ابني عبد الملك؟ قالوا: لا، قال: ما أحب أن لي بابني ابنيهما). انتهى.
وفي فتوح بن الأعثم: 4 / 346: (ثم تكلم مسلم بن عقبة فقال: يا أمير المؤمنين إنا نرى الناس ونسمع كلامهم ونرى أن الأمر في يزيد وهو أهم له (أقدر عليه بهمته) وهو لهم رضى، فبادر إلى تسميته من قبل أن يعتقل لسانك. فقال: صدقت يا مسلم إنه لم يزل رأيي في يزيد، وهل تستقيم الناس لغير يزيد، ليتها في ولدي وذريتي إلى يوم الدين وأن لا تعلو ذرية أبي تراب على ذرية آل أبي سفيان)!
أقول: صدقت فراسة مروان في يزيد، وخابت خيالات معاوية وأحلامه! فقد فشل يزيد في إدارة أمبراطورية بني أمية، ووجه إليها في سنوات حكمه القليلة ضربة قاصمة! ودفن نفسه وعائلة أبي سفيان إلى غير رجعة!
أما مروان فكان شبيها بأبي سفيان، فقد أنقذ دولة الأمويين من موت محقق، وكان ابنه عبد الملك شبيها بمعاوية، فقد أرسى دولتهم وأجاد إدارة حروبها، وإن كان هو وكل بني مروان عيالا على سفرة أبي سفيان ومعاوية وخططهما!
هلاك الطاغية وانتقال السلطة بسهولة إلى ابنه اتفق المؤرخون على أن السلطة انتقلت إلى يزيد بيسر وسهولة، وكان ذلك