الباطل خلص لم يخف على ذي حجى، لكنه يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فيجللان معا، فهنالك يستولى الشيطان على أوليائه ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى.... والله لقد أمرت الناس أن لا يجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة، وأعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة! فتنادى بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي: يا أهل الإسلام غيرت سنة عمر ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعا! ولقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري! ما لقيت من هذه الأمة من الفرقة وطاعة أئمة الضلالة والدعاة إلى النار...).
د - مكانة الإمام الحسن (عليه السلام) عند محبيه وأعدائه:
من عجائب الإمام الحسن أنه استطاع كأبيه وأخيه (عليهم السلام) أن يقيموا علاقات طيبة مع أعدى أعدائهم بمن فيهم الذين قاتلوهم بالأمس كعائشة ومروان وابن الزبير! وقد ساعدهم على ذلك أنهم عاملوهم بالعفو ومنوا عليهم جميعا! وستعرف أنه كان للإمام الحسن (عليه السلام) علاقة مجاملة مع معاوية وظفها لهدفه في صراعه مع خطته! وقد بين الإمام (عليه السلام) القاعدة التي يتبعها في تعامله مع فئات المجتمع عندما سئل ما هو العقل؟ فقال: (التجرع للغصة ومداهنة الأعداء)! (أمالي الصدوق / 769).
وفيما يلي نماذج من علاقاته (عليه السلام) مع المحب والمخالف تؤكد ذلك:
ه - دعوة ابن الزبير للإمام (عليه السلام) إلى مائدته وإعجابه به:
في مجمع الزوائد: 10 / 106: (عن عمير بن المأموم قال: أتيت المدينة أزور ابنة عم لي تحت الحسن بن علي فشهدت معه صلاة الصبح في مسجد الرسول (ص) وأصبح ابن الزبير قد أولم، فأتى رسول ابن الزبير فقال: يا ابن رسول الله إن ابن الزبير قد أصبح قد أولم وقد أرسلني إليك، فالتفت إلي فقال: قد طلعت الشمس؟ قلت لا أحسب إلا قد طلعت. قال: الحمد لله الذي أطلعها من مطلعها ثم قال: