فأمه هي أم هاشم بنت عتبة، وردت تسميتها أم حبيب وأم عبد الله، وروى ذلك في تاريخ دمشق: 59 / 299، قال: (ولد أبو هاشم بن عتبة: عبد الله وأم حبيب وأم خالد، وكانت أم حبيب عند يزيد بن معاوية فولدت له معاوية وعبد الله، ثم خلف على أختها أم خالد بنت أبي هاشم، فولدت له خالد بن يزيد بن معاوية). ومثله: 70 / 209، وقال قبله: (أم حبيب بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشية العبشمية زوج يزيد بن معاوية ولدت له معاوية وعبد الله بن يزيد. كتبت إلى النعمان بن بشير تسأله عن قصة زيد بن خارجة الأنصاري الذي تكلم بعد موته، فكتب إليها بذلك، وكانت تكنى أم عبد الله بابنها عبد الله).
وقال البلاذري في أنساب الأشراف / 1327: (وسمعت الوليد بن مسلم يقول: كانت أم معاوية بن يزيد وهي أم هاشم بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس امرأة برزة عاقلة، فدعا يزيد يوما بمعاوية بن يزيد وأمه حاضرة فأمره بأمر فلما ولى قالت له: لو وليت معاوية عهدك، فقال: أفعل).
شاب في مقتبل العمر ضحى بأمبراطوريته وبدمه!
يتضح مما تقدم أن قصده بعدم تحمل الخلافة حيا وميتا، أنه ليس مستعدا لأن يغصبها أو يعطيها لغير أهلها! وأنه ترك رئاسة أمبراطورية واسعة مدى العمر، وعرض حياته لخطر محقق من أجل أن يوصل الخلافة إلى صاحبها الشرعي! وهذا غاية في البذل والتضحية والشجاعة!
ولهذا يترجح عندنا أنه كان شيعيا وأنه أراد أن يعطي الخلافة للإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام)، فهذا مقتضى مفردات عقيدته التي أعلنها في علي والعترة (عليهم السلام) والتي شهد بها له أستاذه الشهيد، فهي لا تتفق إلا مع التشيع.
أما اتهامهم له بأنه قدري فهي تهمة جاهزة لمن خالف السلطة، ومعناها أنه