إنما الناس ثلاثة: مؤمن يعرف حقنا ويسلم لنا ويأتم بنا فذلك ناج محب لله ولي. وناصب لنا العداوة يتبرأ منا ويلعننا ويستحل دماءنا ويجحد حقنا، ويدين الله بالبراءة منا فهذا كافر مشرك، وإنما كفر وأشرك من حيث لا يعلم كما يسبون الله عدوا بغير علم كذلك يشرك بالله بغير علم. ورجل آخذ بما لا يختلف فيه ورد علم ما أشكل عليه إلى الله، مع ولايتنا ولا يأتم بنا ولا يعادينا ولا يعرف حقنا، فنحن نرجو أن يغفر الله له ويدخله الجنة فهذا مسلم ضعيف. فلما سمع معاوية ذلك، أمر لكل منهم بمائة ألف درهم، غير الحسن والحسين وابن جعفر، فإنه أمر لكل واحد منهم بألف ألف درهم)! (كتاب سليم بن قيس / 361).
وهذا من دهاء معاوية وقوة التأثير الروحي للسبكين الإمامين (عليهما السلام).
6 - ويبشر بالإمام المهدي ودولة أهل البيت (عليهم السلام) في شرح الأخبار: 3 / 96: أنه (عليه السلام) (مر في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحلقة فيها قوم من بني أمية فتغامزوا به، وذلك عندما تغلب معاوية على ظاهر أمره، فرآهم وتغامزهم به فصلى ركعتين ثم جاءهم، فلما رأوه جعل كل واحد منهم يتنحى عنه مجلسه له، فقال لهم: كونوا كما أنتم فإني لم أرد الجلوس معكم ولكن قد رأيت تغامزكم بي! أما والله لا تملكون يوما إلا ملكنا يومين، ولا شهرا إلا ملكنا شهرين ولا سنة إلا ملكنا سنتين! وإنا لنأكل في سلطانكم ونشرب ونلبس ونركب وننكح وأنتم لا تأكلون في سلطاننا ولا تشربون ولا تلبسون ولا تركبون! فقال له رجل: وكيف يكون ذلك يا أبا محمد وأنتم أجود الناس وأرأفهم وأرحمهم تأمنون في سلطان القوم ولا يأمنون في سلطانكم؟! فقال: لأنهم عادونا بكيد الشيطان وكيد الشيطان كان ضعيفا، وإنا عاديناهم بكيد الله وكيد الله شديد)! (ونحوه في المناقب: 3 / 175).
وروى المفيد في الأمالي / 15 كلاما لابن عباس فيه من كلام الإمام الحسن (عليه السلام) قال: