يرحم الله أبي وجدي فويل لهما. ثم إنه مات بعد أربعين يوما فوثب بنو أمية على مؤدبه المعروف بعمر المقصوص وقالوا له: أنت علمته هذا! فقال: لا والله وإنه لمطبوع عليه، والله ما حلف قط إلا بمحمد وآل محمد، وما رأيته أفرد محمدا منذ عرفته)! (وبهامشه: من أول الخطبة إلى هاهنا رواه اليعقوبي بمغايرة طفيفة لفظية في حوادث سنة 64 من تاريخه: 2 / 240. وذيل الكلام رواه أيضا المسعودي في حوادث سنة 64 من كتاب مروج الذهب: 3 / 73. ورواه في كتاب الأضواء / 116 عن كتاب حياة الحيوان: 2 / 61 ورواه بأتم منهم ابن العبري في كتابه تاريخ مختصر الدول / 111، ثم قال في ذيل القصة: فوثب بنو أمية على عمر المقصوص وقالوا أنت أفسدته وعلمته! فطمروه ودفنوه حيا! وانظر ترجمة عمر بن نعيم العنسي من النسخة الأردنية من تاريخ دمشق: 13 / 365. ورواه موجزا ابن حجر في كتاب الصواعق / 134).
أقول: ولا يعارض الحكم بتشيعه المفاهيم التي تضمنتها روايتهم لكلامه، فلا يعتمد على ما رووه في هذه النقطة لأن مقصودهم التعتيم، وكثير من رواتهم يستحلون الكذب لتغطية فضائل أهل البيت (عليهم السلام) ومدح مخالفيهم! وقد رأيت تفاوت روايتهم في رأيه في عمر بن الخطاب، وقد وضعانا (ما) بين قوسين لأن المعنى يستقيم بدونها ولا يستقيم بها، فالمظنون أنهم زادوها في الرواية.
أستاذه عالم شامي يروي عن أبي ذر (رحمه الله) ترجمته مصادر الجرح والتعديل فهو عمر بن نعيم العنسي الملقب بالمقصوص معلم أولاد يزيد، وثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة وابن حبان، وهو يروي عن أسامة النخعي عن أبي ذر، ومعناه أن أستاذه أسامة بن سلمان النخعي تلميذ أبي ذر (رحمه الله) فقد قضى أبو ذر نحو عشرين سنة في بلاد الشام.
قال ابن حجر في تعجيل المنفعة / 304: (عمر بن نعيم العنسي شامي، عن أسامة بن سلمان وعنه مكحول، وثقة بن حبان وقال: عداده في أهل الشام، وتبع في ذلك البخاري كابن أبي حاتم). (ونحوه في الإكمال لرجال أحمد / 310).