ولو كان ذلك صحيحا لرأيت الروايات تصف شجاعة أبناء طلحة وأبناء أبي بكر ومن معهم! لكن بني تيم وضعوا هذه الرواية ليجمعوا بين النقيضين بين تقربهم إلى معاوية بقيادة عائشة للمعركة إلى جنب مروان، وبقائهم في حلف الفضول حتى لا ينفوا منه ويخسروا شرفه العظيم! وهو الذي حصل!
12 - محاولتهم نفي ركوب عائشة البغلة اشتهرت قصة ركوب عائشة البغلة في مصادر الطرفين، بقول محمد بن الحنفية: (يا عائشة يوما على بغل، ويوما على جمل، فما تملكين نفسك ولا تملكين الأرض عداوة لبني هاشم! قال: فأقبلت عليه فقالت: يا ابن الحنفية هؤلاء الفواطم يتكلمون فما كلامك؟!). (الكافي: 1 / 302). وبقول ابن عباس كما في الخرائج: 1 / 243: (وا سوأتاه! يوما على بغل ويوما على جمل! وفي رواية: يوما تجملت، ويوما تبغلت، وإن عشت تفيلت. فأخذه ابن الحجاج الشاعر البغدادي فقال:
أيا بنت أبي بكر * فلا كان، ولا كنت تجملت تبغلت * وإن عشت تفيلت لك التسع من الثمن * وبالكل تملكت).
وفي بهجة المجالس لابن عبد البر / 34: (لما مات الحسن أرادوا أن يدفنوه في بيت رسول الله (ص) فأبت ذلك عائشة وركبت بغلة وجمعت الناس! فقال لها ابن عباس: كأنك أردت أن يقال: يوم البغلة كما قيل يوم الجمل! قالت: رحمك الله ذاك يوم نسي! قال: لا يوم أذكر منه على الدهر).
واشتهر ركوبها على بغلة بموقف ابن أخيها القاسم بن محمد بن أبي بكر: (وقالت: بيتي لا آذن فيه لاحد. فأتاها القاسم بن محمد بن أبي بكر، فقال لها: يا عمة! ما غسلنا رؤوسنا من يوم الجمل الأحمر، أتريدين أن يقال يوم البغلة الشهباء)!