الحسن (عليه السلام) استعمل ولايته التكوينية لجر ابن خديج! فالمعادلات العادية لا تكفي لتفسير إجابة ذلك الجبار الطاغي ومثوله ذليلا بين يدي الإمام (عليه السلام)! وتدل هذه القصة على حضور قوي للإمام الحسن (عليه السلام) في المدينة، يحسب له حسابه!
ويشبهها ما رواه في الكشاف / 1458 من أن الإمام الحسن (عليه السلام) واجه الوليد بن عقبة الأموي المعروف بالفاسق وقال له: (كيف تشتم عليا وقد سماه الله مؤمنا في عشر آيات وسماك فاسقا)؟! انتهى. يقصد الإمام (عليه السلام) قصة الوليد التي اتفق الرواة على أنها نزل فيها: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين). وفي أمالي الصدوق / 578: (لا ألومك أن تسب عليا (عليه السلام)... وقتل أباك صبرا بأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) في يوم بدر..)! ويؤيده ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه: 2 / 272: (إن كان الحسن بن علي يسب مروان في وجهه وهو على المنبر حتى توفي). (ونحوه تاريخ دمشق: 54 / 290، وسير الذهبي: 4 / 407).
4 - الإمام الحسن (عليه السلام) يبعث برسالة شديدة إلى ابن العاص!
(بلغ الحسن بن علي أن عمرو بن العاص ينتقص عليا على منبر مصر فكتب إليه: من الحسن بن علي إلى عمرو بن العاص: أما بعد، فقد بلغني أنك تقوم على منبر مصر على عتو آل فرعون وزينة آل قارون وسيماء أبي جهل تنتقص عليا (عليه السلام)! ولعمري لقد أوترت غير قوسك ورميت غير غرضك، وما أنت إلا كمن يقدح في صفاة في بهيم أسود، فركبت مركبا صعبا وعلوت عقبة كؤودا فكنت كالباحث عن المدية لحتفه! يا ابن جزار قريش ليس لك سهم في أبيات سؤددها ولا عائد بأفنية مجدها ولا بفالج قداحها، لا أحسبك تحظى بما تذكر غير قدرك الحقير ونسبك الدخيل ونفسك الدنية الحقيرة التي آثرت الباطل على الحق وقنعت بالشبع والدني من الحطام الفاني، لقد مقتك الله فأبشر