لولا هواي في يزيد لأبصرت رشدي!
قال في مقاتل الطالبيين / 47: (وأراد معاوية البيعة لابنه يزيد فلم يكن شئ أثقل عليه من أمر الحسن بن علي وسعد بن أبي وقاص فدس إليهما سما فماتا به). انتهى.
وكان معاوية أزاح من طريق ابنه العقبات الفرعية مثل عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، الذي كان يحبه أهل الشام وأرادوا أن يجعله ولي عهده، فسارع إلى قتله بالسم، وعندما انكشف قتله له لم يتبرأ منه بل تبناه! وكذلك أزاح سعد بن وقاص لأنه من أعضاء الشورى وهو طامح إلى الخلافة، وغيره!
لكن أكبر عقبة أمامه على الإطلاق وأثقل شئ عليه بتعبير رواية أبي الفرج كان الإمام الحسن (عليه السلام) لأنه سبط النبي (صلى الله عليه وآله) وكل الأمة تحبه، ولأن الخلافة له بعد معاوية بموجب معاهدة الصلح، فيكفي أن يموت معاوية لتتجه الأمة إلى الإمام الحسن (عليه السلام) فتبايعه، مضافا إلى تعيينه إماما بنص جده (صلى الله عليه وآله) وأبيه (عليه السلام)! لذلك تخيل معاوية أنه بقتل الإمام الحسن (عليه السلام) يصفو له الجو فيأخذ البيعة ليزيد بلا منازع!
وقد اعترف معاوية بأن إصراره على استخلاف يزيد جلب له المتاعب! فقد خرج إلى الناس في آخر أيامه وقد أصابته لقوة وانحرف فمه إلى تحت عينه، وهو معصب وجهه فكان يبكي ويقول: (رحم الله عبدا دعا لي بالعافية... ولولا هواي في يزيد لأبصرت رشدي)! (تاريخ دمشق 59 / 14 و 61).
لكنه لم ينتفع بهذا الاعتراف ولا صحح خطأه بل اكتفى بإعلانه وهو يبكي! وأحسن وصف له قول أمير المؤمنين (عليه السلام): (ومن عشق شيئا أعشى بصره وأمرض قلبه، فهو ينظر بعين غير صحيحة ويسمع بأذن غير سميعة! قد خرقت الشهوات