الإمام الحسن (عليه السلام) يخطب في الكوفة قبل أن يغادرها إلى المدينة وصل الإمام الحسن (عليه السلام) إلى الكوفة قبل معاوية بفترة، وذكر ابن الأثير أنه خطب في المسجد خطبته مؤثرة فبكى الحاضرون وخنوا! والخنين النشيج.
ففي أسد الغابة: 2 / 14: (ولما بايع الحسن معاوية خطب الناس قبل دخول معاوية الكوفة، فقال: أيها الناس إنما نحن أمراؤكم وضيفانكم، ونحن أهل بيت نبيكم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وكرر ذلك حتى ما بقي إلا من بكى حتى سمع نشيجه). ومثله في الكامل: 3 / 273، ونحوه في مجمع الزوائد: 9 / 172، وفيه: (فما زال يومئذ يتكلم حتى ما ترى في المسجد إلا باكيا. رواه الطبراني ورجاله ثقات). (وهو في الطبراني الكبير: 3 / 93).
وفي شواهد التنزيل: 2 / 32: (فما رأيت يوما قط أكثر باكيا من يومئذ).
وفي تفسير ابن كثير: 3 / 495، وتاريخ دمشق: 13 / 269: (فما زال يقولها حتى ما بقي أحد من أهل المسجد إلا وهو يخن بكاء) وفي / 269: (قال هلال: فما سمعت يوما قط كان أكثر باكيا ومسترجعا من يومئذ).
وفي ينابيع المودة: 2 / 423: (وما بقي أحد في المجلس إلا وهو يبكي. وكان الحسن رضي الله عليه سيدا حليما كريما زاهدا، ذا سكينة ووقار وذا حشمة، وجوادا ممدوحا). وفي تاريخ الطبري: 4 / 126: (فجعل الناس يبكون. ثم تحملوا إلى المدينة). ومثله في الصواعق المحرقة: 2 / 410.
أقول: يظهر أن هذه الخطبة كانت في مسجد الكوفة، بعد وصول معاوية وخطبته في النخيلة! وأنها آخر خطبة للإمام (عليه السلام) لأهل الكوفة قبل أن يغادرها إلى المدينة، كما تشير العبارة الأخيرة في تاريخ الطبري وغيره.
* *