معاوية يدخل الكوفة فاتحا فيثأر لفتح مكة!
وصف المحدثون والمؤرخون حالة معاوية عند موافقة الإمام الحسن (عليه السلام) على الصلح بأنه (كاد يطير فرحا)! (سير أعلام النبلاء: 3 / 277، وإمتاع الأسماع: 5 / 358، ونهاية الإرب / 4399). وبهذه الحالة أسرع من قرب حلب يغذ السير إلى الكوفة، فدخل معسكر النخيلة في أوائل جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين للهجرة. (الحاكم: 3 / 174) وفي تاريخ دمشق: 13 / 265: (أرسل الحسن بن علي عبد الله بن الحارث بن نوفل إلى معاوية حتى أخذ له ما سأل، وأرسل معاوية عبد الله بن عامر بن كريز، وعبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس، فقدما المدائن إلى الحسن فأعطياه ما سأل وما أراد ووثقا له، فكتب إليه الحسن أن أقبل، فأقبل من جسر منبج إلى مسكن في خمسة أيام وقد دخل يوم السادس، فسلم إليه الحسن الأمر وبايعه ثم سارا جميعا حتى قدما الكوفة فنزل الحسن القصر، ونزل معاوية النخيلة فأتاه الحسن في عسكره غير مرة). (ورواه في تهذيب الكمال: 6 / 245).
والصحيح أن الإمام الحسن (عليه السلام) عاد إلى الكوفة أولا، ثم وصل إليها معاوية بمن جاء معه، وانضم اليه جيشه الذي كان في مسكن أي الدجيل، فاستقبله في معسكر النخيلة قرب الكوفة عملاؤه القدماء والجدد الذين اشتراهم له الأشعث! ونزل في معسكر النخيلة، ثم زاره الإمام (عليه السلام) في النخيلة، ثم كان المجلس العام في مسجد الكوفة بمناسبة غلبة معاوية على رقاب المسلمين!
قال البلاذري في أنساب الأشراف / 742: (وشخص معاوية من مسكن إلى الكوفة فنزل بين النخيلة ودار الرزق، معه قصاص أهل الشام وقراؤهم). انتهى.