لجهة الشام أي جهة شمال المسجد! (فسألته عن بيت عائشة فقال: كان بابه من وجهة الشام فقلت: مصراعا كان أو مصراعين؟ قال: كان بابا واحدا. قلت: من أي شئ كان؟ قال: من عرعر أو ساج). الأدب المفرد للبخاري / 168. وإمتاع الأسماع: 10 / 92، وسبل الهدى: 3 / 349، وسمت النجوم / 218، وفيه: وبنى بيتين لزوجتيه عائشة وسودة على نعت بناء المسجد من لبن وجريد، وكان باب عائشة مواجه الشام، وكان بمصراع واحد من عرعر أو ساج). انتهى.
بينما حجرة النبي (صلى الله عليه وآله) تقع شرقي المسجد ويفتح بابها إلى المسجد إلى الغرب وكان لها بابان! فعندما أراد المسلمون أن يصلوا على جثمان النبي الطاهر (صلى الله عليه وآله) أمرهم علي (عليه السلام) أن يدخلوا مجموعات فتصلي المجموعة من باب وتخرج من باب آخر! (قالوا كيف نصلي عليه؟ قال (علي (عليه السلام)): أدخلوا أرسالا أرسالا. قال: فكانوا يدخلون من هذا الباب فيصلون عليه، ثم يخرجون من الباب الآخر). (مسند أحمد: 5 / 81، وقال في مجمع الزوائد: 9 / 37: ورجاله رجال الصحيح. وتاريخ دمشق: 4 / 296، وأسد الغابة: 5 / 254).
فهل حدثت معجزة لغرفة عائشة عندما توفي فيها النبي (صلى الله عليه وآله)، فصار لها بابان؟!
الدليل الرابع: شهادة أنس بن مالك خادم النبي (صلى الله عليه وآله) التي رواها بخاري: 6 / 26، وأحمد: 3 / 168، والطبقات: 8 / 104، ووصف فيها وليمة النبي (صلى الله عليه وآله) بمناسبة زواجه من زينب وأنها كانت في بيته في الحجرة، فأكلوا وبقي بعض الثقلاء جالسين في الحجرة يتحدثون: (فمشى رسول الله (ص) ومشينا معه حتى جاء عتبة حجرة عائشة وظن رسول الله (ص) أنهم خرجوا فرجع ورجعت معه فإذا هم قد خرجوا. فنزلت آية الحجاب وهي قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا). (الأحزاب: 53).