وباطل أميته وخطبك خطب من انتهى إلى مراده، وإنني أعتزل هذا الأمر وأخليه لك، وإن كان تخليتي إياه شرا لك في معادك، ولي شروط أشرطها لا تبهظنك إن وفيت لي بها بعهد، ولا تخف إن غدرت - وكتب الشرط في كتاب آخر فيه يمنيه بالوفاء وترك الغدر - وستندم يا معاوية كما ندم غيرك ممن نهض في الباطل أو قعد عن الحق حين لا ينفع الندم، والسلام).
ثلاث محاولات لاغتيال الإمام الحسن (عليه السلام) في يوم واحد!
ذكرت المصادر محاولتين لاغتيال الإمام الحسن (عليه السلام) وهو في طريقه بجيشه إلى جهاد معاوية، والثالثة كانت على شكل هجوم لنهب مركز قيادته!
فقد خطب (عليه السلام) لامتحان جيشه قبل الصلاة، فصاح الخوارج بشعارهم: لا حكم إلا لله.. أشرك الحسن كما أشرك أبوه! وساعدهم حزب معاوية وحسبوها فرصة لقتل الإمام (عليه السلام)، فرموه في أثناء صلاته بسهم فلم يعمل!
قال المفيد (رحمه الله) في الإرشاد: 2 / 14: (ولبس درعا وكفرها (غطاها) وكان يحترز ولا يتقدم للصلاة بهم إلا كذلك، فرماه أحدهم في الصلاة بسهم فلم يثبت فيه، لما عليه من اللأمة) (لباس الحرب). ومعناه أن أحدهم رماه بسهم وهو يصلي إماما فأصاب الدرع التي تحت ثيابه ولم ينفذ إلى بدنه، ففشلت محاولتهم!
ثم أشاعوا خبرا كاذبا بأن قيس بن سعد قائد مقدمة جيش الإمام (عليه السلام) قد اشتبك مع جيش معاوية وقتل! ونادوا في الغوغاء أن يتفرقوا وحركوهم فيهم غريزة الغارة والنهب والفرار من المعسكر فنهبوا ما تصل اليه أيديهم، ووصلوا إلى سرادق الإمام الحسن (عليه السلام)، وكانوا غير مسلحين وأخذوا ينهبون الأمتعة، فأمر الإمام (عليه السلام) بعدم مقاومتهم! ولا بد أنهم دسوا بينهم من يتحين الفرصة لقتل