أبا بكر وقف يصلي بالمسلمين فجاء وصلى مكانه، فهو اليوم الوحيد الذي يصح فيه وصفها: (فخرج بين رجلين تخط رجلاه الأرض وكان بين العباس ورجل آخر).
وكرر بخاري حديثه في: 3 / 134، و: 4 / 45، و: 5 / 139، و: 2 / 106، و: 5 / 141، و 142، و: 6 / 155، وكل رواياته عن عائشة وذكرت فيها تفاصيل لإثبات كلامها، وفي بعضها تناقض مثل أن النبي (صلى الله عليه وآله) طلب أن يكون تمريضه ووفاته في بيت عائشة فتنازل نساؤه لها، وفي بعضها أن ذلك اليوم كان يومها ونوبتها. وفي بعضها أنها هيأت له سواكا فاستاك به هو قبل موته وأعطاها إياه، وفي بعضها أنها هي هيأته له وسنته! إلى آخر نقاط الضعف والتهافت، ولا مجال لبحثها.
قال ابن حجر في فتح الباري: 8 / 106: (والسحر بفتح المهملة وسكون الحاء المهملة هو الصدر، وهو في الأصل الرئة والنحر بفتح النون وسكون المهملة، والمراد به موضع النحر... والمراد أنه مات ورأسه بين حنكها وصدرها... وهذا الحديث يعارض ما أخرجه الحاكم وابن سعد من طرق أن النبي (ص) مات ورأسه في حجر علي وكل طريق منها لا يخلو من شيعي، فلا يلتفت إليهم). انتهى.
وهذا تعصب وهوى من ابن حجر لأن الرواة الشيعة يملؤون مصادرهم، وقد اعتمد البخاري في صحيحه على أكثر من مئة راو شيعي! على أنهم رووا حديث وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) في حجر علي (عليه السلام) بطرق أخرى ليس فيها (شيعي)! كما رووا طلب النبي لعلي (عليه السلام) ودعوة فلانة وفلانة لغيره وإعراض النبي (صلى الله عليه وآله) عنهم!
ففي مسند أحمد: 1 / 356: (لما مرض رسول الله (ص) مرضه الذي مات فيه كان في بيت عائشة فقال ادعوا لي عليا، قالت عائشة ندعو لك أبا بكر قال أدعوه. قالت حفصة يا رسول الله ندعو لك عمر قال أدعوه قالت أم الفضل يا رسول الله ندعو لك العباس قال ادعوه! فلما اجتمعوا رفع رأسه فلم ير عليا فسكت فقال