كان تلك الحجرة المباركة فلو كانت بصدد المنع لأغلقت بابها). انتهى.
أقول: عدم الإنصاف واضح في كلامه، فقد نسب رواية البغلة إلى الشيعة مع أن رواتها من الفريقين، ثم أنكر إذن عائشة ورجوعها عنه وقد روى ذلك السنة! وزعم أن الحجرة النبوية هي حجرة عائشة ومسكنها والدليل على عكسه كما عرفت! ثم كسر البيت الثاني ورككه، وزعم أن الشيعة نسبت البيتين إلى ابن عباس، مع أن أحدا لم ينسبهما اليه! وقد رأيت رواية الخرائج وأن ابن عباس قال: (يوما تجملت، ويوما تبغلت، وإن عشت تفيلت. فأخذه ابن الحجاج الشاعر البغدادي فقال...). انتهى. وقد زاد عليهما شاعر آخر هو الصقر البصري فقال:
أيا بنت أبي بكر * فلا كان ولا كنت تجملت تبغلت * ولو عشت تفيلت لك التسع من الثمن * فبالكل تحكمت ويوم الحسن الهادي * على بغلك أسرعت ومايست ومانعت * وخاصمت وقاتلت وفي بيت رسول الله * بالظلم تحكمت هل الزوجة أولى * بالمواريث من البنت (بتصرف من مناقب آل أبي طالب: 3 / 204) 13 - أبو هريرة وأبو سعيد الخدري يواجهان مروان وعائشة!
في سير أعلام النبلاء: 3 / 277، عن مساور مولى بني سعد بن بكر قال: (رأيت أبا هريرة قائما على مسجد رسول الله (ص) يوم مات الحسن بن علي يبكي وينادي بأعلى صوته: يا أيها الناس مات اليوم حب رسول الله فابكوا). (وتهذيب الكمال: 6 / 255، وتاريخ دمشق: 13 / 295، وتهذيب التهذيب: 2 / 260).
وفي سير أعلام النبلاء: 3 / 275: (فقال أبو هريرة: أرأيتم لو جئ بابن موسى