هل يستجيب لدعوة أهل الكوفة وينقض الصلح مع معاوية أم لا، وزعموا أن الصحابة نصحوه أن لا يفعل وأن معاوية كان حليما معه وأوصى به يزيدا فكتب له: (أنظر حسين بن علي بن فاطمة بنت رسول الله فإنه أحب الناس إلى الناس، فصل رحمه وارفق به يصلح لك أمره فإن يك منه شئ فإني أرجو أن يكفيكه الله بمن قتل أباه وخذل أخاه). (نهاية ابن كثير: 8 / 174، وسير الذهبي: 3 / 293، وتهذيب الكمال: 6 / 413 وبغية الطلب: 6 / 2606 وترجمة الطبقات / 55 وغيرها).
بينما عرفت أن الإمام الحسين (عليه السلام) كان ملتزما بالصلح ما دام معاوية حيا، وفي نفس الوقت يواصل عمله وعمل أخيه (عليهما السلام) في نهي معاوية عن المنكر، والوقوف في وجه مخططاته ضد الإسلام، ومنها بيعته لابنه يزيد.
5 - غضبه على مروان عندما لعن أمير المؤمنين (عليه السلام) فقد خطب مروان (والي معاوية) يوما فذكر عليا (عليه السلام) ونال منه، فتصدى له الإمام الحسين (عليه السلام) وشتمه! ففي مناقب آل أبي طالب: 3 / 184، أنه قال له: (يا ابن الزرقاء أنت الواقع في علي)! وفي تفسير فرات / 253: (قال له مروان: إنك صبي لا عقل لك. قال: فقال له الحسين: ألا أخبرك بما فيك وفي أصحابك وفي علي؟ قال: فإن الله تبارك وتعالى يقول: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا، فذلك لعلي وشيعته. فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين، فبشر بذلك النبي (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب (عليه السلام). وتنذر به قوما لدا. فذلك لك ولأصحابك). يقول (عليه السلام) له بذلك: إن خطتكم في تشويه شخصية علي (عليه السلام) وتبغيضه إلى الناس لن تنجح بنص الله تعالى ونص رسوله (صلى الله عليه وآله). على أنه بعض روايات تفسير فرات تضمنت التفريق بين موقفه وموقف الإمام الحسن (عليهما السلام) فينبغي الالتفات إلى ذلك.