جاذبية الشخصية الربانية صاحب نمط سلوكي فريد.. أخذ بمجامع قلوب المسلمين! وحير الحكام!
فقد أجمع الناس على الإعجاب بشخصيته، حتى ابن شهاب الزهري عالم بلاط بني أمية، كان يعتقد به، ويفتخر بالتلمذ عليه والرواية عنه، ويبكي لذكراه!
وحتى عبد الملك بن مروان وارث معاوية، كان يطلب منه أن يدعو له، وقد رد اقتراح الحجاج بقتله وكتب له: (جنبني دماء آل أبي طالب فإني رأيت بني حرب لما قتلوا الحسين نزع الله ملكهم). (محاسن البيهقي / 39).
* * وجه نوراني هادئ، يحمل سمات من نور الله تعالى، وملامح ضاربة في العراقة من أبيه الحسين إلى جده إبراهيم (عليهم السلام)، ومن أمه شهزنان بنت يزدجر إلى أعلى أعراق الفرس! صورها الشاعر أبو الأسود الدؤلي بقوله:
وإن وليدا بين كسرى وهاشم * لأكرم من نيطت عليه التمائم (وكان يقال لعلي بن الحسين (عليهما السلام): ابن الخيرتين، فخيرة الله من العرب هاشم ومن العجم فارس، وروي أن أبا الأسود الدؤلي قال فيه...). (الكافي: 1 / 467، ومناقب آل أبي طالب: 3 / 304، ونسبه في الأغاني: 2 / 256، إلى ابن ميادة).
وقد روى السنة والشيعة أن النبي (صلى الله عليه وآله) رغب بني هاشم في هذا العراقة المشتركة، فقال: (يا بني هاشم عليكم بنساء الأعاجم فالتمسوا أولادهن، فإن في أرحامهن البركة). (مغني ابن قدامة: 7 / 468، والكافي: 5 / 474).
* * صفاء في الذهن، ونقاء في الفكر، وشفافية في الروح.. كونت شخصية الإمام زين العابدين (عليه السلام) وعاش بها بصدق، فاتحد فيه نمط السلوك بالعقيدة، فلا