استحييت! فبلغ حارثة فتحول وجاء إلى النبي (ص) فقال: يا رسول الله، إنه بلغني أنك تحول فاطمة إليك، وهذه منازلي وهي أسقب (أنسب) بيوت بني النجار بك، وإنما أنا ومالي لله ولرسوله! والله يا رسول الله للذي تأخذ مني أحب إلي من الذي تدع! فقال رسول الله: صدقت بارك الله عليك فحولها إلى بيت حارثة).
وفي صحيح بخاري: 4 / 208: (ثم سأله عن علي فذكر محاسن عمله قال: هو ذاك بيته أوسط بيوت النبي ثم قال: لعل ذاك يسوءك؟ قال أجل! قال فأرغم الله بأنفك).
وفي فتح الباري: 7 / 59: (وله من رواية العلاء بن عيزار قال: سألت ابن عمر عن علي فقال: أنظر إلى منزله من نبي الله، ليس في المسجد غير بيته).
وفي الحاكم: 3 / 51: (ثم قال: ألا أحدثك عن علي؟ هذا بيت رسول الله في المسجد وهذا بيت علي)! انتهى.
وفي الكافي: 4 / 555 عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (إذا دخلت من باب البقيع فبيت علي صلوات الله عليه على يسارك قدر ممر عنز من الباب، وهو إلى جانب بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وباباهما جميعا مقرونان). انتهى.
أقول: فبيت علي وفاطمة (عليهما السلام) أقربها إلى بيت النبي (صلى الله عليه وآله) وفي دار كل منهما باب مفتوح على ساحة المسجد، مضافا إلى غرفة الزهراء (عليها السلام) التي بقيت باسمها في بيت أبيها. وستعرف أن بيوت نساء النبي (صلى الله عليه وآله) ومنها حجرة عائشة كانت تدور حول المسجد، ابتداء من بيت علي (عليه السلام) لكن باتجاه قبلي المسجد، لا شرقيه.
* * وقد كان البيت بحجرته النبوية مركزا لنشاطه (صلى الله عليه وآله) فكان يقضي الكثير من وقته فيه ويذهب ليلا إلى غرفة إحدى نسائه ويعود فجرا إلى المسجد، وربما رجع إلى غرفتها فتناول طعام الصباح عندها أو في بيته، وربما تغدى أو تعشى في بيته