عقله وأماتت الدنيا قلبه وولهت عليها نفسه فهو عبد لها ولمن في يده شئ منها حيثما زالت زال إليها، وحيثما أقبلت أقبل عليها! لا يزدجر من الله بزاجر ولا يتعظ منه بواعظ)! (نهج البلاغة: 1 / 211).
لذلك ظل معاوية حتى آخر عمره راكبا رأسه عاقصا قرنيه، مسكونا بمادية بني أمية واليهود، وبعد قتله الإمام الحسن (عليه السلام) نشط في التمهيد ليزيد، وكان برنامجه:
مواصلة قتل من يقف في وجه خلافة يزيد.
وتلميع يزيد بإرساله إلى الحج، وإرساله باسم الجهاد وغزو القسطنطينية.
ثم ترتيب بيعة أهل الشام، وإرسال الرسائل إلى عماله ولاة الأمصار ليأخذوا البيعة من شخصيات بلدهم، والبيعة العامة من الناس في صلاة الجمعة.
واستقدام وفود الأمصار إلى الشام لإعلان بيعة يزيد!
وإذا احتاج الأمر وامتنع بقية الصحابة والشخصيات عن البيعة كما في الحجاز فيجب أن يذهب معاوية بنفسه بألف فارس أو ألفين، لإخضاعهم وأخذ البيعة منهم بالتهديد، أو تصفية من يخالف جهارا نهارا على أعين الناس، أو بالسم!
* * نصحه الصحابة والمشفقون على أمة النبي (صلى الله عليه وآله) وعليه نصحه أبو أيوب الأنصاري:
في تاريخ دمشق: 43 / 319: (وقال له أبو أيوب الأنصاري: إتق الله ولا تستخلف يزيد! قال: أمرؤ ناصح وإنما أشرت برأيك، وإنما هم أبناؤهم فابني أحب إلي من أبنائهم! ثم قال: يا أبا أيوب أرأيت الفرس البلقاء التي كان من أمرها يوم كذا وكذا، من قتل صاحبها؟ قال: أنا قتلت صاحبها، وأنت وأبوك يومئذ بأيديكما لواء الكفر! قال معاوية: عمرك الله ما أردت هذا). انتهى.