وعندما نقرأ محاولة معاوية شراء بساتين عين أبي نيزر في ينبع، ومحاولة ابن أخيه مصادرة ضيعتين في وادي القرى، يتضح أن برنامج الأمويين تضعيف مالية أهل البيت (عليهم السلام). وقد أبطل الإمام الحسين (عليه السلام) المحاولتين فهددهم بالنداء بحلف الفضول، كما لم يرض ببيع بساتين ينبع، لتبقى بيد الإمام زين العابدين (عليه السلام) بعده.
14 - الإمام الحسين (عليه السلام) يصادر قافلة من بيت المال لمعاوية فأخذها وقسمها في أهل بيته ومواليه وكتب إلى معاوية: (من الحسين بن علي إلى معاوية بن أبي سفيان، أما بعد، فإن عيرا مرت بنا من اليمن تحمل مالا وحللا وعنبرا وطيبا إليك، لتودعها خزائن دمشق وتعل بها بعد النهل بني أبيك وإني احتجت إليها فأخذتها، والسلام. فكتب إليه معاوية: من عند عبد الله معاوية أمير المؤمنين إلى الحسين بن علي: سلام عليك أما بعد، فإن كتابك ورد على تذكر أن عيرا مرت بك من اليمن تحمل مالا وحللا وعنبرا وطيبا إلي لأودعها خزائن دمشق، وأعل بها بعد النهل بني أبي وأنك احتجت إليها فأخذتها ولم تكن جديرا بأخذها إذ نسبتها إلي لأن الوالي أحق بالمال، ثم عليه المخرج منه. وأيم الله لو تركت ذلك حتى صار إلي لم أبخسك حظك منه، ولكني قد ظننت يا ابن أخي أن في رأسك نزوة، وبودي أن يكون ذلك في زماني فأعرف لك قدرك وأتجاوز عن ذلك، ولكني والله أتخوف أن تبتلى بمن لا ينظرك فواق ناقة). (شرح النهج: 18 / 409، والفوائد الرجالية: 4 / 47).
أقول: من الواضح أن معاوية يعرف أن الإمام الحسين (عليه السلام) قرر أن لا يخرج على معاوية بل ينتظر هلاكه ليخرج على يزيد، ولذلك حذره وهدده!
أما عن مصادرة الإمام الحسين (عليه السلام) لقافلة بيت المال، فاعتقادنا أن بيت المال بيد الإمام المعصوم (عليه السلام) وأن الصرف منه لإدارة شؤونه وشؤون من يتصل به من