مروان تحت المخدة عندما تشفع الحسن والحسين (عليهما السلام) في مروان الأسير في معركة الجمل عفا عنه أمير المؤمنين (عليه السلام) (فقالا له: يبايعك يا أمير المؤمنين؟ فقال (عليه السلام): لا حاجة لي في بيعته إنها كف يهودية... أما إن له إمرة كلعقة الكلب أنفه وهو أبو الأكبش الأربعة وستلقى الأمة منه ومن ولده يوما أحمر). (نهج البلاغة: 1 / 123).
فأي علم هذا، وأي تعامل، وأي كلام؟! وأي أئمة ربانيين لهم رؤية واحدة وتعامل واحد، وقد رأيت شيئا من معاملة الحسنين وزين العابدين (عليهم السلام) لمروان!
وقد رووا كلمة أخرى لأمير المؤمنين (عليه السلام) في مروان: (قال علي بن أبي طالب له يوما ونظر إليه: ليحملن راية ضلالة بعدما يشيب صدغاه، وله إمرة كلحسة الكلب أنفه). (الطبقات: 5 / 43، وتاريخ دمشق: 57 / 263، وربيع الأبرار / 928، والآداب السلطانية / 84) وكانت مدة لحسة الكلب لأنفه حكم بضعة أشهر، لكن مروان استطاع فيها أن ينقذ دولة آل أبي سفيان ويحوزها إلى نفسه وبنيه، فقد ربح معركة مرج راهط بقبائل بني كلب ومن انضم إليهم من اليمانيين ثم ربح الأردن وفلسطين بدون معركة، ثم ربح معركة مصر بفضل أنصار معاوية وبني أمية فخضعت له وجاء منها بأموال، ونصب عليها ولده عبد العزيز حاكما.
لكنه ما أن عاد إلى العاصمة حتى دفع روحه ثمنا لمعركة ولاية العهد مع آل معاوية! ذلك أنهم بايعوه على شرط أن يكون خالد بن يزيد ولي عهده، ثم عمرو بن سعيد بن العاص من بعده (مروج الذهب / 738) ومروان بطبعه لا يتحمل وفاء بعهد! فسارع إلى خلع وليي عهده خالد وسعيد، وعهد لولديه عبد الملك وعبد العزيز! قال في العقد الفريد / 1101: (ثم أقبل (مروان) إلى دمشق فدخلها ونزل دار