الدنيا وأول يوم من الآخرة، على كره مني لفراقك وفراق إخوتي، ثم قال: أستغفر الله، على محبة مني للقاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين وفاطمة وجعفر وحمزة (عليهم السلام). ثم أوصى إليه وسلم إليه الاسم الأعظم ومواريث الأنبياء (عليهم السلام) التي كان أمير المؤمنين (عليه السلام) سلمها إليه ثم قال: يا أخي إذا مت فغسلني وحنطني وكفني واحملني إلى جدي حتى تلحدني إلى جانبه، فإن منعت من ذلك فبحق جدك رسول الله وأبيك أمير المؤمنين وأمك فاطمة الزهراء (عليهم السلام) أن لا تخاصم أحدا واردد جنازتي من فورك إلى البقيع... الخ.). وستأتي بقيتها في شهادته (عليه السلام).
3 - الإمام الحسن (عليه السلام) يوصي أخاه محمد بن الحنفية في الكافي: 1 / 301: عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (لما حضرت الحسن بن علي الوفاة قال: يا قنبر أنظر هل ترى من وراء بابك مؤمنا من غير آل محمد (عليهم السلام)؟ فقال: الله تعالى ورسوله وابن رسوله أعلم به مني، قال: أدع لي محمد بن علي، فأتيته فلما دخلت عليه قال: هل حدث إلا خير؟ قلت: أجب أبا محمد فعجل على شسع نعله فلم يسوه وخرج معي يعدو، فلما قام بين يديه سلم فقال له الحسن بن علي: أجلس فإنه ليس مثلك يغيب عن سماع كلام يحيا به الأموات ويموت به الاحياء كونوا أوعية العلم ومصابيح الهدى فإن ضوء النهار بعضه أضوء من بعض، أما علمت أن الله جعل ولد إبراهيم (عليه السلام) أئمة، وفضل بعضهم على بعض، وآتى داود (عليه السلام) زبورا، وقد علمت بما استأثر به محمدا.
يا محمد بن علي، إني لا أخاف عليك الحسد وإنما وصف الله به الكافرين، فقال الله عز وجل: كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق، ولم يجعل الله عز وجل للشيطان عليك سلطانا.