الناس بما وعظ الله به أولياءه من سوء ثنائه على الأحبار إذ يقول: لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الأثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون. وقال: لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. وترى كثيرا منهم يسارعون في الأثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون. وإنما عاب الله ذلك عليهم لأنهم كانوا يرون من الظلمة الذين بين أظهرهم المنكر والفساد فلا ينهونهم عن ذلك رغبة فيما كانوا ينالون منهم ورهبة مما يحذرون، والله يقول: فلا تخشوا الناس واخشون... الخ.
20 - إعداده (عليه السلام) لبني هاشم والأنصار لكربلاء في حياة معاوية في الإحتجاج: 2 / 18: (فلما كان قبل موت معاوية بسنتين حج الحسين بن علي (عليه السلام) وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن عباس معه. وقد جمع الحسين بن علي (عليه السلام) بني هاشم رجالهم ونساءهم ومواليهم وشيعتهم من حج منهم ومن لم يحج، ومن الأنصار ممن يعرفونه وأهل بيته، ثم لم يدع أحدا من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن أبنائهم والتابعين، ومن الأنصار المعروفين بالصلاح والنسك إلا جمعهم، فاجتمع عليه بمنى أكثر من ألف رجل والحسين (عليه السلام) في سرادقه، عامتهم التابعون وأبناء الصحابة، فقام الحسين (عليه السلام) فيهم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
أما بعد: فإن الطاغية قد صنع بنا وبشيعتنا ما قد علمتم ورأيتم وشهدتم وبلغكم، وإني أريد أن أسألكم عن أشياء فإن صدقت فصدقوني، وإن كذبت فكذبوني، اسمعوا مقالتي واكتموا قولي (وفي نسخة: واكتبوا قولي) ثم ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم من أمنتموه ووثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون، فإني أخاف أن يندرس هذا الحق ويذهب، والله متم نوره ولو كره الكافرون. فما ترك الحسين شيئا أنزل الله فيهم من القرآن إلا قاله وفسره ولا شيئا قاله الرسول (صلى الله عليه وآله)