الأمر على أن يعطيه ما في بيت المال بالكوفة ومبلغه خمسة آلاف ألف، ويعطيه خراج دارا بجرد من فارس، وألا يشتم عليا وهو يسمع)! انتهى.
ثم ذكر ابن خلدون الصحيفة المختومة التي أرسلها معاوية، إلى الإمام الحسن (عليه السلام) وتعهد بتنفيذ أي شروط يكتبها فيها!
وفي إمتاع الأسماع للمقريزي: 5 / 358: (وكتب إلى معاوية أنه يصير الأمر إليه على أن يشترط ألا يطلب أحدا من أهل الحجاز والمدينة والعراق، بشئ كان في أيام أبيه، وكاد معاوية يطير فرحا، وبعث إليه برق أبيض وقال: أكتب ما شئت فيه وأنا ألتزمه، فاصطلحا على ذلك واشترط عليه الحسن أن يكون له الأمر بعده وأن يعطيه ما في بيت مال الكوفة وهو خمسة آلاف ألف، وخراج دارابجرد من فارس، وألا يشتم علي (وهو يسمع) فالتزم شروطه كلها). انتهى.
وفي كامل ابن الأثير: 3 / 405: (وأن لا يشتم عليا، فلم يجبه إلى الكف عن شتم علي فطلب أن لا يشتم وهو يسمع فأجابه إلى ذلك، ثم لم يف له به أيضا). انتهى.
والمتأمل يعرف أن تحريف هذا الشرط من عمل رواة بني أمية!
الشرط الخامس: أن لا يغتال الإمام الحسن أو الحسين (عليهما السلام) وآلهما (وعلى أن لا يبغي للإمام الحسن ولا لأخيه الحسين (عليهما السلام)، ولا لأحد من أهل بيت رسول الله، غائلة، سرا ولا جهرا، ولا يخيف أحدا منهم في أفق من الآفاق). انتهى. وقد تقدم فيما أوردناه من الغدير: 11 / 6، وينابيع المودة: 2 / 425، وكشف الغمة: 2 / 193، والنصائح الكافية 149، وغيرها.
وهو يدل على أن تخوف العترة النبوية (عليهم السلام) من غدر معاوية، كان في محله!