وهو يصلي، ثم نادوا في معسكره ودعوا الناس إلى التفرق والنهب، ثم هدأهم وسار بهم فحاولوا اغتياله في الساباط فحملوه على سرير إلى المدائن حيث عالج ضربته، وأدار المفاوضات مع معاوية حتى استكملها، ثم رجع إلى الكوفة، وبعد أيام وصل معاوية إلى الكوفة. وقد خلط بعض الرواة والمؤرخين في تسلسل هذه الأحداث وفي مكانها، فجعلها بعضهم كلها في المدائن. الخ.. (راجع: الطبري: 4 / 121، والعبر للذهبي: 1 / 24، وسير أعلام النبلاء: 3 / 145، و 263، وتاريخ ابن عساكر: 13 / 262، وتهذيب الكمال: 6 / 244، والكامل لابن الأثير: 3 م 271، ومقاتل الطالبيين / 41، وتاريخ اليعقوبي: 2 / 215، وأنساب الأشراف / 739، وكشف الغمة: 2 / 162).
ما روي عن خيانة بعض قادة الجيش ورؤساء القبائل في الخرائج والجرائح: 2 / 574: (ثم وجه إليه قائدا في أربعة آلاف، وكان من كندة، وأمره أن يعسكر بالأنبار ولا يحدث شيئا حتى يأتيه أمره. فلما توجه (القائد الكندي) إلى الأنبار ونزل بها وعلم معاوية بذلك بعث إليه رسلا، وكتب إليه معهم: إنك إن أقبلت إلي وليتك بعض كور الشام أو الجزيرة غير منفس عليك. وأرسل إليه بخمسمائة ألف درهم، فقبض الكندي المال، وقلب على الحسن (عليه السلام) وصار إلى معاوية، في مائتي رجل من خاصته وأهل بيته!
وبلغ الحسن (عليه السلام) فقام خطيبا وقال: هذا الكندي توجه إلى معاوية وغدر بي وبكم وقد أخبرتكم مرة بعد أخرى أنه لا وفاء لكم، أنتم عبيد الدنيا وأنا موجه رجلا آخر مكانه وأنا أعلم أنه سيفعل بي وبكم ما فعل صاحبه...!
فبعث إليه رجلا من مراد في أربعة آلاف، وتقدم إليه بمشهد من الناس وتوكد عليه وأخبره أنه سيغدر كما غدر الكندي، فحلف له بالأيمان التي لا تقوم لها الجبال أنه لا يفعل! فقال الحسن (عليه السلام): إنه سيغدر! فلما توجه إلى الأنبار أرسل