على أن يؤدى إليهم مالا، وارتهن معاوية منهم رهناء فوضعهم ببعلبك. ثم إن الروم غدرت فلم يستحل معاوية والمسلمون قتل من في أيديهم من رهنهم، وخلوا سبيلهم وقالوا: وفاء بغدر، خير من غدر بغدر. قال هشام: وهو قول العلماء الأوزاعي وغيره). انتهى. وهذا يدل على أن ميزان معاوية في وفائه وخيانته، ليس هو تقواه كما يصورها النص، بل المعادلة العسكرية والسياسية كما يفهمها، ولو كان ميزانه التقوى لوفى بما وقع عليه للإمام الحسن (عليه السلام) وحلف عليه بأغلظ الأيمان، وأشهد عليه الله تعالى وشخصيات المسلمين!
عائلة عثمان تعترض على كذب معاوية!
روى الطبري في تاريخه: 3 / 569: أن عليا (عليه السلام) أرسل ثلاثة من شخصيات المسلمين إلى معاوية هم بشير بن عمرو بن محصن الأنصاري، وسعيد بن قيس الهمداني، وشبث بن ربعي التميمي فقال: إئتوا هذا الرجل فادعوه إلى الله وإلى الطاعة والجماعة، فقال له شبث بن ربعي: يا أمير المؤمنين ألا تطعمه في سلطان توليه إياه ومنزلة يكون له بها أثرة عندك إن هو بايعك؟ فقال علي: إئتوه فألقوه واحتجوا عليه وانظروا ما رأيه.. الخ. وأورد الطبري احتجاجهم البليغ على معاوية فكان جوابه: ونطل دم عثمان رضي الله عنه؟! لا والله لا أفعل ذلك)!! انتهى.
وفي الغدير: 1 / 202: (قال الأصبغ: فدخلت على معاوية وهو جالس على نطع من الأدم متكئا على وسادتين خضراوتين وعن يمينه عمرو بن العاص وحوشب وذو الكلاع، وعن شماله أخوه عتبة وابن عامر بن كريز والوليد بن عقبة، وعبد الرحمن بن خالد، وشرحبيل بن السمط. وبين يديه أبو هريرة وأبو الدرداء والنعمان بن بشير وأبو أمامة الباهلي، فلما قرأ الكتاب قال: إن عليا لا يدفع إلينا قتلة عثمان. قال الأصبغ فقلت له: يا معاوية لا تعتل بدم عثمان فإنك تطلب الملك