5 - لا قبر ليزيد في دمشق ولا حوارين ولا جثمان!
اتفقت رواياتهم على أنه هلك وهو سكران، فقد كان يتفرج على قرد أركبه على حمارة وحشية، أو عضته القردة، أو كان يتصيد فوقع عن فرسه واندقت عنقه، أو كان يرقص وهو سكران فوقع على صخر وانتثر دماغه.. الخ.!
لكنك لا تجد خبرا عن جثته ولا قبره، فهم يذكرون موته في حوارين ويسكتون! ولا يذكرون كيف وقع عن فرسه والى أين نقلوه، ومن غسل جثمانه وصلى عليه ودفنه! الأمر الذي يقوي ما يتناقله الناس شفاهيا من أنه بعد أن وقع، علقت رجله بالركاب وشرد به الفرس فتقطعت جثته ولم يبق منها أثر!
وقد زعم بعض محبيه أنه دفن في دمشق، فروى ابن خياط في تاريخه / 255: (وفيها مات يزيد بن معاوية بحوارين من بلاد حمص وصلى عليه ابنه معاوية بن يزيد بن معاوية ليلة البدر في شهر ربيع الأول).
وفي أنساب الأشراف / 1324: (وقال الواقدي: دفن يزيد بدمشق في مقبرة الباب الصغير ومات بحوارين فحمل على أيدي الرجال إليها، وفيها دفن أبوه معاوية).
لكنها روايات لا تصح، لأنها تزعم أن جثمانه وصل إلى دمشق أو وصل ابنه إلى حوارين في نفس يوم هلاكه مع أن بينهما نحو 400 كلم، ولو صح لوصفوا مسير نقل جثمانه والصلاة عليه ودفنه بروايات عديدة كما في معاوية!
فالصحيح ما نصت عليه روايات عديدة من أنه بقي في حوارين مدفونا أو غير مدفون! فمن أصدق الأخبار في ذلك رثائية صاحبه ونديمه الأخطل! قال:
لعمري لقد دلى إلى اللحد خالد * جنازة لا نكس الفؤاد ولا غمر