لم أسلمه إليه. ثم بعث الحسن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، وأمه هند بنت أبي سفيان فقال له: إئت خالك فقل له إن أمنت بالناس بايعتك، فدفع معاوية إليه صحيفة بيضاء قد ختم في أسفلها، وقال: أكتب فيها ما شئت، فكتب الحسن:
بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما صالح عليه الحسن بن علي معاوية بن أبي سفيان، صالحه على أن يسلم إليه ولاية أمر المسلمين، على أن يعمل فيها بكتاب الله وسنة نبيه وسيرة الخلفاء الصالحين، وعلى أنه ليس لمعاوية أن يعهد لأحد من بعده، وأن يكون الأمر شورى، والناس آمنون حيث كانوا على أنفسهم وأموالهم وذراريهم، وعلى أن لا يبغي الحسن بن علي غائلة سرا ولا علانية، ولا يخيف أحدا من أصحابه. شهد عبد الله بن الحارث. وعمرو بن سلمة وردهما إلى معاوية ليشهد ويشهدا عليه).
رواية ابن الأعثم وقال ابن الأعثم في كتاب الفتوح: 4 / 290: (ثم دعا الحسن بن علي بعبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم وهو ابن أخت معاوية، فقال له: صر إلى معاوية فقل له عني: إنك إن أمنت الناس على أنفسهم وأموالهم وأولادهم ونسائهم بايعتك، وإن لم تؤمنهم لم أبايعك. قال: فقدم عبد الله بن نوفل بن الحارث على معاوية فخبره بمقالة الحسن، فقال له معاوية: سل ما أحببت! فقال له: أمرني أن أشرط عليك شروطا، فقال معاوية: وما هذه الشروط؟ فقال: إنه مسلم إليك هذا الأمر على أن له ولاية الأمر من بعدك، وله في كل سنة خمسة آلاف ألف درهم من بيت المال، وله خراج دارا بجرد من أرض فارس، والناس