وجاءه جبرئيل (عليه السلام) بحنوط من الجنة فأعطاه النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) وقال له: (إقسم هذا أثلاثا، ثلثا لي حنطني به، وثلثا لابنتي، وثلث لك). (أمالي الطوسي / 553).
وقال لعلي: (إذا أنا مت فاستق لي ست قرب من ماء بئر غرس فغسلني وكفني وحنطني، فإذا فرغت من غسلي فخذ بمجامع كفني وأجلسني ثم اسألني عما شئت، فوالله لا تسألني من شئ ألا أجبتك). (بصائر الدرجات / 304).
وقال المفيد (رحمه الله) في الإرشاد: 1 / 184: (ثم ثقل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحضره الموت، فلما قرب خروج نفسه قال له: ضع رأسي يا علي في حجرك فقد جاء أمر الله عز وجل فإذا فاضت نفسي فتناولها بيدك وامسح بها وجهك، ثم وجهني إلى القبلة وتول أمري وصل علي أول الناس ولا تفارقني حتى تواريني في رمسي واستعن بالله عز وجل. وأخذ علي رأسه فوضعه في حجره فأغمي عليه، وأكبت فاطمة (عليها السلام) تنظر في وجهه وتندبه وتبكي وتقول:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل ففتح رسول الله (صلى الله عليه وآله) عينيه وقال بصوت ضئيل: يا بنية هذا قول عمك أبي طالب (رحمه الله) لا تقوليه ولكن قولي: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم! فبكت طويلا فأومأ إليها بالدنو منه فدنت إليه فأسر إليها شيئا هلل له وجهها، ثم قضى (صلى الله عليه وآله) ويد أمير المؤمنين اليمنى تحت حنكه ففاضت نفسه فيها فرفعها إلى وجهه فمسحه بها، ثم وجهه وغمضه ومد عليه إزاره واشتغل بالنظر في أمره). انتهى. (راجع أيضا بصائر الدرجات / 333، والكافي: 1 / 296، والخصال / 642، وشبيه بها في مسند أحمد: 1 / 356، و: 6 / 214، وابن ماجة: 1 / 391، وغيرها).
وفي تهذيب الأحكام: 6 / 2: (فقال بعضهم: يدفن بالبقيع وقال: آخرون يدفن في صحن المسجد فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن الله لم يقبض نبيه إلا في أطهر البقاع