ولا يناموا على الفرش حتى يقتلوا قتلة عثمان، ومن عرض دونهم بشئ أو تفنى أرواحهم! فمكثوا حول القميص سنة والقميص يوضع كل يوم على المنبر ويجلله أحيانا فيلبسه، وعلق في أردانه أصابع نائلة). انتهى.
وقال الذهبي في السير: 3 / 140: (عن ابن شهاب قال: لما بلغ معاوية هزيمة يوم الجمل وظهور علي، دعا أهل الشام للقتال معه على الشورى والطلب بدم عثمان فبايعوه على ذلك أميرا غير خليفة). وفي مصنف ابن أبي شيبة: 7 / 250: (عن أبي بردة قال قال معاوية: ما قاتلت عليا إلا في أمر عثمان). انتهى.
قال الدكتور حسن بن فرحان المالكي في كتابه نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي / 279:
(كون معاوية هو ولي دم عثمان باطل، فإن أبناء عثمان هم أولياء دم عثمان، وكانوا شبابا بالغين خرجوا مع عائشة يوم الجمل، فهم أولياء دمه وليس معاوية! أما كونه كبير أسرة بني أمية فإن القبلية قد أبطلها الإسلام! فقول الفقيهي فيه إقرار بشرعية العصبية القبلية على حساب الأحكام الشرعية! وللأسف أن أكثر المؤرخين الإسلاميين اليوم إذا تحدثوا عن خلاف معاوية، فإنهم يرتكزون على الجانب القبلي الجاهلي في تسويغ خروج معاوية، وينسون الجانب الشرعي الإسلامي أو يتناسونه)! انتهى.
إذا امتلأ القلب بالزيف فاض على اللسان!
فقد وصل معاوية إلى معسكر النخيلة بالكوفة ليلة الجمعة أو يومها، وصلى بهم الجمعة، وخطب خطبة مشحونة بالتحدي لأهل الكوفة والإذلال، أعلن فيها أنه لم يقاتل عليا (عليه السلام) وأهل العراق من أجل عثمان ولا الإسلام، وإنما لأجل أن يتسلط على المسلمين ويحكمهم، وها هو وصل إلى هدفه رغم أنوفهم!
قال ابن أبي شيبة في مصنفه: 7 / 251: (عن سعيد بن سويد قال: صلى بنا معاوية