كان خيرا منه، جده رسول الله (صلى الله عليه وآله). فجبر الله مصيبته وخلف علينا من بعده أحسن الخلافة. ثم شهق ابن عباس وبكى وبكى من حضر المجلس وبكى معاوية، فما رأيت يوما أكثر باكيا من ذلك اليوم! فقال معاوية: بلغني أنه ترك بنين صغارا.. إلى آخر ما مر. (ونحوه تاريخ دمشق: 13 / 295، ومروج الذهب 661).
24 - أقام ابن عباس مجلس العزاء في الشام وصف في أخبار الدولة العباسية / 42، فرح معاوية بموت الإمام الحسن (عليه السلام) وجواب ابن عباس كما تقدم ثم جاء فيه: (قال معاوية: أصبحت سيد أهل بيتك يا أبا العباس. قال: أما ما أبقى الله أبا عبد الله الحسين بن علي فلا! قال: ثم نهض وعيناه تدمع فلما ولى قال معاوية: لله دره والله ما هيجناه قط إلا وجدناه معدا. فلما رجع ابن عباس إلى رحله جلس بفنائه وجاءه الناس يعزونه، وجاءته خيل كلما جاءه إنسان نزل ووقف حتى جاءه يزيد بن معاوية، فأوسع له ابن عباس فأبى أن يجلس إلا بين يديه مجلس المعزي، فذكر الحسن في فضله وسابقته وقرابته فأحسن ذكره وترحم عليه ثم قام فركب، فأتبعه ابن عباس بصره فلما ولى قال: إذا ذهب بنو حرب ذهب حلماء قريش). انتهى.
وروى في تاريخ دمشق: 65 / 405، عدة روايات في ذلك ومنها: (ثم ذكر الحسن فقال: رحم الله أبا محمد أوسع الرحمة وأفسحها وعظم أجرك وأحسن عزاءك وعوضك من مصابك ما هو خير لك ثوابا وخير عقبى. ثم قام فاتبعه ابن عباس بصره فقال: إذا ذهب آل حرب ذهب حلماء قريش). انتهى.
أقول: يمدح ابن عباس بني حرب من بني أمية وهم فرع معاوية، بأنهم عندهم حلم أي (ديبلماسية) ويفضلهم على بني العاص فرع أبي أحيحة، وعلى بني أبي العاص فرع عثمان ومروان، ويقصد أن بني حرب يحفظون الحد