الصلاة على جنازة أخيه (عليهما السلام) وأفتوا به، لأنه لمصلحة الولاة. وتدل الرواية الأولى على أنه صلى عليه في البقيع: (فاحتملناه حتى وضعناه بالبقيع، وحضر سعيد بن العاص ليصلي عليه فقالت بنو هاشم...). وتقدم أن الإمام الحسين (عليه السلام) صلى عليه حسب وصيته في مصلى الجنائز، قرب مسجد النبي (صلى الله عليه وآله).
19 - سجلوا (انتصارهم) على بني هاشم فرموا الجنازة بالسهام!
وصف رواة الخلافة استنفار بني أمية ولفهم، وبني هاشم وحلفائهم في حلف الفضول، وأنهم اتخذوا مواقع للقتال وتراشقوا بالنبال!
ففي تاريخ دمشق: 13 / 291، وسير أعلام النبلاء: 3 / 276: (وعقد مروان لواء وعقد حسين بن علي لواء، فقال الهاشميون يدفن مع النبي (ص) حتى كانت بينهم المراماة بالنبل! وابن جعونة بن شعوب يومئذ شاهر سيفه! فقام في ذلك رجال من قريش...). انتهى. ولكنهم لم يرووا ماذا فعل بنو أمية بعد أن قبل الإمام الحسين (عليه السلام) وساطة شخصيات قريش وفتحوا باب الحجرة الشريفة وزارت جنازة الإمام الحسن (عليه السلام) قبر جده (صلى الله عليه وآله) واتجهوا بها إلى البقيع!
فقد اكتفت رواياتهم بوصف مشي مروان خلف الجنازة باكيا! (ومشى مروان في جنازة الحسن وبكى) (سمت النجوم / 856). كما وصفوا احتشاد المسلمين في البقيع لتوديع سبط نبيهم الحبيب (صلى الله عليه وآله)، وصلاة سعيد بن العاص على جنازته.
أما رواياتنا فتقول إن جلاوزة معاوية ومروان رموا جنازة الإمام الحسن (عليه السلام) برشقة سهام كثيفة! وحكي أنه سل منها سبعون نبلا! (مناقب آل أبي طالب: 3 / 203). وفي الصوارم المهرقة للشهيد نور الله التستري / 161: (وآل الأمر إلى أن رموا جنازة الحسن (عليه السلام) ووصل بعض النصال إلى بدنه الشريف (عليه السلام))! وروي أنهم رموها