للحمل) وكنا نحدث أنه أشد الناس تواضعا. فقلنا: ما هذا؟! قالوا: لإخوانه يحملهم عليها ولمن ينزل عليه فعجبنا! فقالوا: إنه رجل غني ودلونا عليه أنه في المسجد الحرام فأتيناه، فإذا هو رجل قصير أرمص بين بردين وعمامة، قد علق نعليه في شماله). انتهى. والرمص قذى يتجمع في موق العين، وهو أشد من العمش.
وهذا يكشف عن الدنيا الواسعة لابن عمرو في الشام، وأنه لذلك كان يتحمل غضب معاوية عليه، عندما روى حديث (عمار تقتله الفئة الباغية) فقال معاوية لأبيه عمرو: (ألا تغني عنا مجنونك يا عمرو). (ابن أبي شيبة: 8 / 723) وقال له يوما كما في مسند الطيالسي / 95: (ما أحاديث بلغتني عنك تحدث بها لقد هممت أن أنفيك من الشام! فقال أما والله لولا إناث ما أحببت أن أكون بها ساعة! فقال معاوية: ما حديث تحدث به في الطلاء، أي الخمر... الخ.).
ج - معاوية يذهب بدون دعوة إلى مائدة عبد الله بن جعفر في تاريخ دمشق: 27 / 276: (حج معاوية فنزل في دار مروان بالمدينة فطال عليه النهار يوما وفرغ من القائلة فقال: يا غلام أنظر من بالباب هل ترى الحسن بن علي أو الحسين أو عبد الله بن جعفر أو عبد الله بن أبي أحمد بن جحش، فأدخله علي؟ فخرج الغلام فلم ير منهم أحدا وسأل عنهم فقال هم مجتمعون عند عبد الله بن جعفر يتغدون عنده، فأتاه فأخبره فقال: والله ما أنا إلا كأحدهم، ولقد كنت أجامعهم في مثل هذا، فقام فأخذ عصا فتوكأ عليها وقال سر يا غلام فخرج بين يديه حتى دق عليهم الباب! فقال هذا أمير المؤمنين! فدخل فأوسع له عبد الله بن جعفر عن صدر فراشه فجلس فقال: غداء يا ابن جعفر، قال: ما يشتهي أمير المؤمنين فليدع به، قال أطعمنا مخا، قال: يا غلام هات مخا، قال فأتي بقصعة فيها مخ، فأقبل معاوية يأكل ثم قال عبد الله: يا غلام زدنا مخا فزاد، ثم قال يا