فقال له فضال: أنت تعلم أن النبي (صلى الله عليه وآله) مات عن تسع حشايا، وكان لهن الثمن لمكان ولده فاطمة، فنظرنا فإذا لكل واحدة منهن تسع الثمن، ثم نظرنا في تسع الثمن فإذا هو شبر في شبر، والحجرة كذا وكذا طولا وعرضا، فكيف يستحق الرجلان أكثر من ذلك؟ وبعد، فما بال عائشة وحفصة يرثان رسول الله وفاطمة بنته منعت الميراث؟ فالمناقضة ظاهرة في ذلك من وجوه كثيرة. فقال أبو حنيفة: نحوه يا قوم عني، فإنه والله رافضي خبيث). (والصوارم المهرقة للشهيد التستري / 15).
وهذا يدل على أن ادعاء ملكية عائشة للحجرة الشريفة لم يكن متبنيا عند السنة في زمن أبي حنيفة، وأنهم كانوا يرون أن قول عائشة قول في الهواء!
المسألة الرابعة: تناقضات أقوال عائشة في الحجرة النبوية الشريفة!
المعروف في مصادر الحديث والتاريخ رواية بخاري: 4 / 205 التي تقول إن عمر بعد أن ضرب أرسل إلى عائشة يستأذنها فقال لابنه: (انطلق إلى عائشة أم المؤمنين فقل يقرأ عليك عمر السلام، ولا تقل أمير المؤمنين فإني لست اليوم للمؤمنين أميرا، وقل: يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه، فسلم واستأذن ثم دخل عليها فوجدها قاعدة تبكي فقال: يقرأ عليك عمر بن الخطاب السلام ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه؟ فقالت: كنت أريده لنفسي ولأؤثرنه به اليوم على نفسي. فلما أقبل قيل: هذا عبد الله بن عمر قد جاء، قال: إرفعوني فأسنده رجل إليه فقال: ما لديك؟ قال الذي تحب يا أمير المؤمنين، أذنت. قال: الحمد لله ما كان من شئ أهم إلي من ذلك، فإذا انا قضيت فاحملوني ثم سلم فقل: يستأذن عمر بن الخطاب؟ فإن أذنت لي فأدخلوني وإن ردتني ردوني إلى