فأسره المسلمون وأتوا به إلى أبي بكر، فاطلقه وأكرمه وزوجه أخته! ثم ندم أبو بكر في آخر حياته أنه لم يقتله! وقد أوردنا بعض فعالياته المضادة للإمام (عليه السلام).
وقد روى اليعقوبي: 2 / 137: أن أبا بكر كان يتحسر في مرضه الذي توفي فيه على أشياء ويتمنى أنه لم يفعلها ومنها هجومه على بيت فاطمة الزهراء (عليها السلام)! وأشياء ليته فعلها منها قتل الأشعث قال: (فليتني قدمت الأشعث بن قيس تضرب عنقه، فإنه يخيل إلي أنه لا يري شيئا من الشر إلا أعان عليه)! انتهى.
قال الإمام الصادق (عليه السلام) كما في الكافي: 8 / 167: (إن الأشعث بن قيس شرك في دم أمير المؤمنين (عليه السلام)، وابنته جعدة سمت الحسن (عليه السلام)، ومحمد ابنه شرك في دم الحسين (عليه السلام))! وقد هلك (بعد مقتل علي (عليه السلام) بأربعين ليلة) (تاريخ دمشق: 9 / 144).
وكان نفاق الأشعث مكشوفا لأمير المؤمنين والإمام الحسن (عليهما السلام) فقد تآمر مع معاوية في صفين، ثم تآمر مع الخوارج (عليه السلام)، ثم شرك في قتل أمير المؤمنين (عليه السلام)! لكنهم كانوا يعاملونهم بكثير من الصبر والتحمل واللين مما لا نتحمله نحن عادة. ويبدو لي أن السر في ليونة أهل البيت (عليهم السلام) مع أمثال الأشعث والأسوأ منه، أنهم كانوا يعرفون أن الغلبة ستكون لهؤلاء المنافقين، فهم يتحملون منهم ويتجرعون الغيظ، ويعاملونهم كأنهم أصدقاء من أجل حفظ الخط النبوي الذي يمثلونه، وأجيال المسلمين الذين سيهتدون بهديهم (عليهم السلام)!
* * 5 - طال مرض الإمام (عليه السلام) من السم نحو أربعين يوما!
في تهذيب الكمال: 6 / 253، وسير أعلام النبلاء: 3 / 275: (أبو عوانة: عن مغيرة، عن أم موسى أن جعدة بنت الأشعث بن قيس سقت الحسن السم فاشتكى، فكان