المدائن فأقره الحسن (عليه السلام) عليها فأقام عنده يعالج نفسه). (ونحوه في المناقب: 3 / 187).
أقول: هذه صورة عن انهيار الأمة مع إمامها الحسن (عليه السلام) فلا هم أهل حرب ولا أهل صلح، ولا أهل طاعة لإمامهم، ولا خارجون عليه صراحة!
وقد يتصور البعض أن خطبته (عليه السلام) لم تكن في محلها، لكنها ضرورية نظرا لذلك الظرف ونوعيات الناس في جيشه (عليه السلام)، لأن ظهور هذه النتيجة السلبية هنا أفضل من أن تظهر عندما يشتبك الإمام مع طليعة جيش معاوية، التي وصلت إلى مواجهة مقدمة جيشه على بعد نحو خمسين كيلو مترا! فقد كانت مقدمته بقيادة قيس بن سعد في مسكن وهي من الدجيل، والمكان الذي خطب وامتحن جيشه فيه هو مظلم ساباط قرب المدائن! أما معاوية فكان في بقية جيشه في جسر منبج قرب حلب على مسافة خمسة أيام أو ستة من المدائن!
قال المفيد (رحمه الله) في الإرشاد: 2 / 11: (فلما أصبح (عليه السلام) أراد أن يمتحن أصحابه ويستبرئ أحوالهم في الطاعة له ليتميز بذلك أولياءه من أعدائه، ويكون على بصيرة في لقاء معاوية وأهل الشام، فأمر أن ينادي في الناس بالصلاة جامعة فاجتمعوا فصعد المنبر فخطبهم فقال... وحمل الحسن (عليه السلام) على سرير إلى المدائن فأنزل به على سعد بن مسعود الثقفي، وكان عامل أمير المؤمنين (عليه السلام) بها فأقره الحسن (عليه السلام) على ذلك، واشتغل بنفسه يعالج جرحه).
ونسجل هنا ملاحظات:
الملاحظة الأولى: في حركة الجيش ومكان المعركة أن حركة جيش الإمام الحسن (عليه السلام) تأخرت حتى تحرك معاوية من داخل الشام فبعد أن وصل معاوية إلى جسر منبج قرب حلب، وجه الإمام أربعة آلاف بقيادة الكندي وأمرهم أن يرابطوا في الأنبار أي الفلوجة داخل العراق في طريق جيش