ويرجو مطابقتهم ويستشيرني، وعلاقة أمر الاسلام وضمانه عظيم، ويزيد صاحب رسلة وتهاون، مع ما قد أولع به من الصيد، فالق أمير المؤمنين مؤديا عني فأخبره عن فعلات يزيد، فقل له رويدك بالأمر فأقمن أن يتم لك ما تريد ولا تعجل فإن دركا في تأخير خير من تعجيل عاقبته الفوت). انتهى.
وفي تاريخ اليعقوبي: 2 / 220، أن رسول زياد قال لمعاوية: (يا أمير المؤمنين إن كتابك ورد علي بكذا، فما يقول الناس إذا دعوناهم إلى بيعة يزيد، وهو يلعب بالكلاب والقرود، ويلبس المصبغ، ويدمن الشراب، ويمشي على الدفوف، وبحضرتهم الحسين بن علي، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر، ولكن تأمره، ويتخلق بأخلاق هؤلاء حولا وحولين، فعسانا أن نموه على الناس. فلما صار الرسول إلى معاوية وأدى إليه الرسالة قال: ويلي على ابن عبيد! لقد بلغني أن الحادي حدا له أن الأمير بعدي زياد، والله لأردنه إلى أمه سمية، وإلى أبيه عبيد)! انتهى. وقد تقدم في فصل (الذين قتلهم معاوية) أن معاوية غضب من نصيحة زياد واعتبرها طمعا منه بالخلافة فقتله!
وما ذكرناه نماذج من نصح الناصحين، وأولهم الإمام الحسين (عليه السلام)، لكن معاوية ظل مصرا على هواه! وكانت نتيجته أن يزيدا دمر نفسه وعائلة أبي سفيان!
* *