الزعماء الأربعة الذين أرسلهم الإمام الحسن (عليه السلام) من الملفت أن الإمام الحسن (عليه السلام) أرسل إلى معاوية عدة شخصيات للمفاوضة، ولم يكن فيهم أحد من آل أبي طالب! وقد يكون السبب أن الإمام (عليه السلام) لا يحتاج إلى ضمان لتعهده، لأن تنازله لمعاوية سوف يعلن وينتهي الأمر، أما معاوية فهو يحتاج إلى ضمانات لتنفيذ مواد الاتفاق. لكن هذا لا يكفي لاستبعاد آل أبي طالب عن المفاوضات ليقول بذلك: إن هذا الصلح اضطرار لي أنا، ولا دخل فيه لغيري حتى من أهل بيتي القريبين! والشخصيات الأربعة الذين أرسلهم هم:
الأول: عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، وأمه هند بنت أبي سفيان. فهو من فرع نوفل من بني هاشم وابن هند أخت معاوية. وكان في الأربعينات من عمره فقد ولد في عهد النبي (صلى الله عليه وآله) وتوفي سنة 79، ووثقه علماء الرواة من الفريقين وعدوه من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام). (معجم رجال الحديث: 11 / 164) وذكروا أنه سكن البصرة، وأنه كان زعيما محترما فيها (الطبقات: 5 / 24) وأن أهلها اختاروه واليا في زمن ابن الزبير فأقره عليها، ثم خرج إلى عمان فمات بها. ووثقه العجلي: 2 / 25، والرازي: 5 / 30، وقال ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار / 115: (عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمي أبو إسحاق قتله السموم (الريح) سنة تسع وسبعين).
وقال ابن حجر في الإصابة: 5 / 8: (وقال يعقوب بن شيبة: كان ثقة ظاهر الصلاح وله رضا في العامة، ولما مات يزيد بن معاوية وهرب عبد الله بن زياد عامله على العراقين، رضي أهل البصرة بعبد الله بن الحارث هذا. وذكر البغوي في ترجمته