ابني الحسين بالسيف، يقتله طاغ ابن طاغ، دعي ابن دعي).
وينبغي أن نذكر هنا باختصار هنا أربع مسائل:
الأولى: أن المعصوم (عليه السلام) يعلم أجله!
تقدم في شهادة أمير المؤمنين (عليه السلام) في المجلد الأول أنه كان يعلم أجله، وكذلك ثبت عن الإمام الحسن وبقية المعصومين (عليهم السلام) واستشهدنا بقوله تعالى: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا، إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا. (الجن: 26 - 27). فالمرتضى عند ربه من رسول أو وصي يتحمل غيب الله تعالى، ويخصص له الله ملائكة يسددونه حتى لا يتضرر بالغيب الإلهي، ويستعمله في غرضه الصحيح!
والغيب الذي يظهره الله لخاصة أوليائه (عليهم السلام) من نوع الأمر الإلهي المقضي الذي لابداء فيه، فقد سأل حمران بن بكير الإمام الباقر (عليه السلام) عن الغيب في هذه الآية، فأجابه: (إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا، وكان والله محمد (صلى الله عليه وآله) ممن ارتضى. وأما قوله: عالم الغيب فإن الله تبارك وتعالى عالم بما غاب عن خلقه، فما يقدر من شئ ويقضيه في علمه قبل أن يخلقه وقبل أن يقضيه إلى الملائكة فذلك يا حمران علم موقوف عنده إليه فيه المشية فيقضيه إذا أراد ويبدو له فيه فلا يمضيه. فأما العلم الذي يقدره الله ويمضيه فهو العلم الذي انتهى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم إلينا). (بصائر الدرجات / 133).
وفي هذه المسألة بحوث جليلة عميقة، أشار الإمام الحسن (عليه السلام) إلى بعضها في جوابه لمن قال له: (أخرجها من ملكك عليها لعنة الله! فقال: هيهات من إخراجها ومنيتي على يدها مالي منها محيص! ولو أخرجتها ما يقتلني غيرها، كان قضاء مقضيا، وأمرا واجبا من الله)! ومعناه: أن المعصوم (عليه السلام) يتعامل مع الأمور المقضية