معاوية نازع الأمر من كان أولى به وأحق فركب منه ما تعلمون حتى صار مرتهنا بعمله ثم تقلده أبي ولقد كان غير خليق به فركب ردعه واستحسن خطأه، ولا أحب أن ألقى الله بتبعاتكم فشأنكم وأمركم ولوه من شئتم، فوالله لئن كانت الخلافة مغنما لقد أصبنا منها حظا وإن كانت شرا فحسب آل أبي سفيان ما أصابوا منها! ثم نزل وأغلق الباب في وجهه وتخلى للعبادة حتى مات بالطاعون في سنة أربع وستين عن اثنتي وعشرين سنة... فوثب بنو أمية على عمرو المقصوص وقالوا أنت أفسدته وعلمته! فطمروه ودفنوه حيا)!!
تناقض الأمويين والرواة في أمر معاوية الثاني!
الصورة التي قدمها أكثر الرواة لمعاوية الثاني، أنه ضعيف الشخصية زاهد في الحكم، اختار الإنزواء والعبادة، ومرض ومات ورفض أن يوصي إلى أحد!
لكن ابن قتيبة في الإمامة والسياسة: 2 / 10، قدم صورة أخرى مختلفة تماما! قال: (فلما مات يزيد بن معاوية استخلف ابنه معاوية بن يزيد، وهو يومئذ ابن ثماني عشرة سنة فلبث واليا شهرين وليالي محجوبا لا يرى، ثم خرج بعد ذلك فجمع الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس، إني نظرت بعدكم فيما صار إلي من أمركم وقلدته من ولايتكم فوجدت ذلك لا يسعني فيما بيني وبين ربي أن أتقدم على قوم فيهم من هو خير مني وأحقهم بذلك وأقوى على ما قلدته، فاختاروا مني إحدى خصلتين: إما أن أخرج منها وأستخلف عليكم من أراه لكم رضا ومقنعا، ولكم الله علي ألا آلوكم نصحا في الدين والدنيا. وإما أن تختاروا لأنفسكم وتخرجوني منها. قال: فأنف الناس من قوله وأبوا من ذلك وخافت بنو أمية أن تزول الخلافة منهم فقالوا: ننظر في ذلك يا أمير المؤمنين ونستخير الله، فأمهلنا. قال: لكم ذلك وعجلوا علي.