جيش مروان بعد الحرة إلى المدينة!
بعد هلاك يزيد سيطر ابن الزبير على المدينة وعين عليها واليا، وعندما صار مروان خليفة أرسل جيشا إلى المدينة بقيادة ابن دلجة التميمي وهو أحد قادة مجزرة الحرة: (وكان قبل هلاكه قد بعث بعثين أحدهما إلى المدينة عليهم حبيش بن دلجة القيني، والآخر منهما إلى العراق عليهم عبيد الله بن زياد). (الطبري: 4 / 475). وكان ذلك في رجب سنة خمس وستين فهرب منها والي ابن الزبير، واحتل ابن دلجة المدينة وأخذ البيعة من أهلها لعبد الملك، وجلس على منبر النبي (صلى الله عليه وآله) (يأكل من مكتله تمرا ويطرح نواه في وجوه القوم! وقال: والله إني لأعلم إنه ليس بموضع أكل ولكني أحببت أن أذلكم لخذلانكم لأمير المؤمنين) (تاريخ دمشق: 12 / 88). (فدعا بخبز ولحم فأكل على المنبر، ثم أتي بماء فتوضأ على المنبر). (الإمامة والسياسة: 2 / 14، وتوضأ هنا بمعنى غسل يديه). ثم توجه ابن دلجة إلى مكة، فأرسل له ابن الزبير جيشا والتقوا في الربذة في شهر رمضان أيام هلاك مروان، فقتل ابن دلجة ومعه عبد الله بن مروان وعبيد الله أخ مروان، وهزم جيشه في غرة شهر رمضان سنة 65 (النجوم الزاهرة: 1 / 168) وتشرد جنوده وتخطفهم الأعراب وأسر منهم خمس مئة وذبح خمس مئة دفعة واحدة! ففرح أهل المدينة واستقبلوا قاتل ابن دلجة: (يزيد بن سياه الأسواري رماه بنشابة فقتله (أي رمى ابن دلجة) فلما دخل المدينة وقف يزيد بن سياه على برذون أشهب وعليه ثياب بياض فما لبث أن اسودت ثيابه ودابته مما مسح الناس به ومما صبوا عليه من الطيب). (تاريخ دمشق: 12 / 88، والطبري: 4 / 476). وكان الحجاج وأبوه ممن هربوا، فكان يصف هزيمتهم القبيحة فيقول: (ما أقبح الهزيمة! لقد كنت ورجل آخر يعني أباه في جيش حبيش بن دلجة فانهزمنا،