مروان عبد الله بن عمر فقال: يا أبا عبد الرحمن بلغني أنك تريد الخروج إلى مكة وتغيب عن هذا الأمر فأحب أن أوجه عيالي معك. فقال ابن عمر: إني لا أقدر على مصاحبة النساء! قال: فتجعلهم في منزلك مع حرمك. قال: لا آمن أن يدخل على حريمي من أجل مكانكم. فكلم مروان علي بن الحسين فقال: نعم، فضمهم علي إليه وبعث بهم مع عياله قال: ثم ارتحل القوم من ذي خشب على أقبح إخراج). (الإمامة والسياسة: 1 / 229).
ونكث مروان ورجع مع جيش يزيد لاستباحة المدينة!
قال ابن سعد في الطبقات: 5 / 66، واصفا ثورة الصحابة في المدينة على يزيد: (فتواثب الناس يومئذ يبايعون من كل النواحي وما كان لعبد الله بن حنظلة تلك الليالي مبيت إلا المسجد، وما كان يزيد على شربة من سويق يفطر عليها إلى مثلها من الغد يؤتى بها في المسجد يصوم الدهر، وما رئي رافعا رأسه إلى السماء إخباتا، فلما دنا أهل الشام من وادي القرى صلى عبد الله بن حنظلة بالناس الظهر ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إنما خرجتم غضبا لدينكم فأبلوا لله بلاء حسنا ، ليوجب لكم به مغفرته ويحل به عليكم رضوانه، قد خبرني من نزل مع القوم السويداء وقد نزل القوم اليوم ذا خشب ومعهم مروان بن الحكم والله إن شاء الله محينه بنقضه العهد والميثاق عند منبر رسول الله (ص) فتصايح الناس وجعلوا ينالون من مروان ويقولون الوزغ بن الوزغ، وجعل بن حنظلة يهدئهم ويقول إن الشتم ليس بشئ، ولكن أصدقوهم اللقاء....
ثم وصف المعركة المجزرة وتجول مروان على القتلى فقال: فجعل مسرف (وهو مسلم قائد جيش يزيد سموه مسرفا) يطوف على فرس له في القتلى ومعه مروان بن الحكم، فمر على عبد الله بن حنظلة وهو ماد إصبعه السبابة فقال مروان: أما والله