ولجابر (رحمه الله) أحاديث كثيرة في فضل أهل البيت (عليهم السلام) جهر بها وبلغها للمسلمين رغم الظروف الخطرة التي كانت تحيط به، منها ما رواه شاذان بن جبرئيل في الروضة في فضائل أمير المؤمنين / 153 أنه قال: (كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالسا في المسجد إذ أقبل علي (عليه السلام) والحسن عن يمينه والحسين (عليهما السلام) عن شماله فقام النبي (صلى الله عليه وآله) وقبل عليا ولزمه إلى صدره، وقبل الحسن وأجلسه على فخذه الأيمن وقبل الحسين وأجلسه على فخذه الأيسر، ثم جعل يقبلهما ويرشف شفتيهما ويقول: بأبي أبوكما وبأمي أمكما ثم قال: أيها الناس: إن الله سبحانه وتعالى باهى بهما وبأبيهما وأمهما وبالأبرار من ولدهما الملائكة جميعا، ثم قال: اللهم إني أحبهما وأحب من يحبهما. اللهم من أطاعني فيهم وحفظ وصيتي فارحمه برحمتك يا أرحم الراحمين، فإنهم أهلي والقوامون بديني، والمحيون لسنتي والتالون لكتاب ربي، فطاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي).
أقول: هذا نموذج للصحابة الأبرار الذين لم يغيروا ولم يبدلوا، وحفظوا أمانة النبي (صلى الله عليه وآله) وبلغوها إلى الأمة، وتحملوا في سبيل ذلك.
ك - المسلمون يتذكرون مكانة الحسنين (عليهما السلام) عند النبي (صلى الله عليه وآله) في ذخائر العقبى لأحمد بن عبد الله الطبري / 121: (عن أبي هريرة أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لحسن (عليه السلام): اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من أحبه، خرجه مسلم وأبو حاتم وزاد: فما كان أحد أحب إلي من الحسن بن علي بعد ما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما قال. وخرجه أبو بكر الإسماعيلي في معجمه مستوعبا عن أبي هريرة قال: لا أزال أحب هذا الرجل يعني الحسن بن علي بعد ما رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصنع به ما يصنع. وقال: رأيت الحسن في حجر النبي (ص) وهو يدخل أصابعه في لحية النبي والنبي يدخل لسانه في فيه ثم يقول: اللهم إني أحبه.. وذكر الحديث. وعنه قال: