غلام مخا فزاد، ثم قال يا غلام زدنا مخا، فقال معاوية: إنما كنا نقول يا غلام زدنا سخينا! (أكلة للفقراء يعيرون بها قريشا) فأما قولك يا غلام زدنا مخا فلم أسمع به قبل اليوم! يا ابن جعفر ما يسعك إلا الكثير، قال فقال عبد الله: يعين الله على ما ترى يا أمير المؤمنين، قال فأمر له يومئذ بأربعين ألف دينار!
قال: وكان عبد الله بن جعفر قد ذبح ذلك اليوم كذا وكذا من شاة وأمر بمخهن فنكت له فوافق ذلك معاوية)!
د - لم يستطع معاوية إخفاء حقده على بني هاشم والأنصار:
في تاريخ اليعقوبي: 2 / 222: (ولما صار إلى المدينة أتاه جماعة من بني هاشم، وكلموه في أمورهم، فقال: أما ترضون يا بني هاشم أن نقر عليكم دماءكم وقد قتلتم عثمان، حتى تقولوا ما تقولون؟! فوالله لا أنتم أجل دما من كذا وكذا، وأعظم في القول! فقال له ابن عباس: كل ما قلت لنا يا معاوية من شر بين دفتيك أنت والله أولى بذلك منا! أنت قتلت عثمان ثم قمت تغمص على الناس أنك تطلب بدمه! فانكسر معاوية، فقال ابن عباس: والله ما رأيتك صدقت إلا فزعت وانكسرت. قال: فضحك معاوية (وكان إذا ضحك انقلبت شفته العليا. أسد الغابة: 4 / 387). وقال: والله ما أحب أنكم لم تكونوا كلمتموني! ثم كلمه الأنصار فأغلظ لهم في القول وقال لهم: ما فعلت نواضحكم؟ قالوا: أفنيناها يوم بدر لما قتلنا أخاك وجدك وخالك، ولكنا نفعل ما أوصانا به رسول الله. قال: ما أوصاكم به؟ قالوا: أوصانا بالصبر. قال: فاصبروا. ثم أدلج معاوية إلى الشام ولم يقض لهم حاجة، ووهب فدكا لمروان بن الحكم ليغيظ بذلك آل رسول الله (صلى الله عليه وآله))! انتهى.
أقول: نلاحظ أن الأنصار حلفاء طبيعيون لبني هاشم، وأن قريشا يكرهونهم لأنهم ناصروا النبي (صلى الله عليه وآله) عليهم وقتلوا صناديدهم! ويكرههم بنو أمية أيضا لأنهم