الإمام الحسن (عليه السلام) يسجل مطالباته بتنفيذ الشروط روى الطبري في تاريخه: 4 / 124 مطالبة الإمام الحسن (عليه السلام) معاوية بتنفيذ شروطه، قال:
(وقد أرسل معاوية قبل هذا إلى الحسن بصحيفة بيضاء مختوم على أسفلها، وكتب إليه أن اشترط في هذه الصحيفة التي ختمت أسفلها ما شئت، فهو لك! فلما أتت الحسن اشترط أضعاف الشروط التي سأل معاوية قبل ذلك، وأمسكها عنده، وأمسك معاوية صحيفة الحسن التي كتب إليه يسأله ما فيها.
فلما التقى معاوية والحسن سأله الحسن أن يعطيه الشروط التي شرط في السجل الذي ختم معاوية في أسفله، فأبى معاوية أن يعطيه ذلك، فقال: لك ما كنت كتبت إلي أولا تسألني أن أعطيكه، فإني قد أعطيتك حين جاءني كتابك. قال الحسن: وأنا قد اشترطت حين جاءني كتابك وأعطيتني العهد على الوفاء بما فيه، فاختلفا في ذلك فلم ينفذ للحسن من الشروط شيئا)!! انتهى.
أقول: إن ادعاء الرواة أن الإمام الحسن (عليه السلام): (اشترط أضعاف الشروط التي سأل معاوية قبل ذلك وأمسكها عنده) تبرير لنكث معاوية، فإن الذي يبعث بصحيفة بيضاء موقعة مختومة، لا يعتذر بأن شروطها أكثر مما جرت المفاوضات حوله!
كما أن حجة معاوية بأنه نفذ كل ما عليه، وهو ما طلبه الإمام الحسن (عليه السلام) في رسالته.. ويقصد بها الراوي الرسالة المتقدمة التي اقتصرت على شرطين: تطبيق الكتاب والسنة وسيرة الخلفاء الصالحين، وعدم عهده بالخلافة بعده لأحد!
هذه الحجة لا يمكن قبولها، ولو قالها معاوية فلا بد أن الإمام أجابه ورد حجته بأنها رسالته كانت في المفاوضات حول نقطة وليست كل الشروط!
ويبدو أن مطالبة من الإمام الحسن (عليه السلام) هذه كانت بعد خطبة معاوية في الكوفة وإعلانه أنه لن يفي بشئ، وأن شروطه التي شرطها لهم تحت قدمه!!