المسألة الأولى: قداسة الحجرة النبوية الشريفة وأهميتها!
إن قبر النبي (صلى الله عليه وآله) وتربته الشريفة قضية كبيرة، تتعلق بأمة النبي (صلى الله عليه وآله) بكاملها، وما كان الله تعالى ليترك أمرها بدون تدبير وتخطيط! فالذي تكفل تسديد منطق نبيه (صلى الله عليه وآله) فبرأه عن الهوى والخطأ، وجعله لا ينطق إلا وحيا محسوبا، لا بد أن يتكفل بكل أموره ومنها قبره الشريف ومستقبل موقعه في أمته.
وقد تواصل نزول جبرئيل عليه في مرض وفاته، ولا بد أنه علمه كل ما ينبغي له من أمر أمته ومرضه ووفاته وقبره وأين يكون في مرضه، وأين يدفن وما يوصي به من مراسم جنازته. (كان جبرئيل ينزل على النبي (صلى الله عليه وآله) في مرضه الذي قبض فيه في كل يوم وفي كل ليلة). (جامع أحاديث الشيعة: 3 / 109، عن علي (عليه السلام)).
وقد بلغ (صلى الله عليه وآله) أمته منظومة من الأحكام شرعية لتعامل الأمة مع عترة نبيها (صلى الله عليه وآله) وقبره وبيته وآثاره، فعن الإمام الكاظم (عليه السلام) قال: (كان فيما أوصى به رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يدفن في بيته ويكفن بثلاثة أثواب أحدها يمان، ولا يدخل قبره غير علي (عليه السلام) ثم قال: يا علي كن أنت وفاطمة والحسن والحسين، وكبروا خمسا وسبعين تكبيرة، وكبر خمسا وانصرف، وذلك بعد أن يؤذن لك في الصلاة. قال علي (عليه السلام): ومن يأذن لي بها؟ قال: جبرئيل يؤذنك بها ثم رجال أهل بيتي يصلون على أفواجا أفواجا ثم نساؤهم، ثم الناس من بعد ذلك. قال: ففعلت). (وسائل الشيعة: 2 / 779، ومستدرك الوسائل: 2 / 206). كما روينا أنه (صلى الله عليه وآله) أوصى عليا (عليه السلام) أن يغسله بسبع قرب من بئر غرس، وأن يحنطه بحنوط أتاه به جبرئيل (عليه السلام) ويأخذ