منهن بيت فيه غرفة ودار صغيرة وتوابعها من مشربة أو مطهرة.
إقرأ كلام أنس يصف وليمة النبي (صلى الله عليه وآله) في حجرته وهي نفس هذه الحجرة: (فقال لي: هل بقي في المسجد أحد؟ قلت: لا، قال: فانظر من كان في الطريق فادعهم قال فدعوت حتى امتلأت الحجرة فقال: هل بقي من أحد؟ قلت: لا يا رسول الله قال: هلم التور فوضعته بين يديه فوضع أصابعه الثلاث فيه وغمزه وقال للناس كلوا بسم الله...). (الطبقات: 8 / 104). فهي حجرة النبي (صلى الله عليه وآله) وليست حجرة لزوجته! وهي نفس الحجرة التي تقول عنها أم سلمة (رحمه الله): (سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه الذي قبض فيه يقول وقد امتلأت الحجرة من أصحابه: أيها الناس، يوشك أن أقبض قبضا سريعا فينطلق بي وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم. ألا إني مخلف فيكم كتاب الله وعترتي أهل بيتي. ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال: هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي، خليفتان بصيران لا يفترقان حتى يردا علي الحوض فأسألهما ماذا خلفت فيهما). (أمالي الطوسي / 478).
وهي نفس الحجرة التي يقول عنها ابن حجر: (ثم اعلم أن لحديث التمسك بذلك (الكتاب والعترة) طرقا كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيا... وفي بعض تلك الطرق أنه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة وفي أخرى أنه قاله بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه، وفي أخرى أنه قال ذلك بغدير خم). (الصواعق: 2 / 440). فحجرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعيدة عن حجرة عائشة!
وهي نفس الحجرة التي توفي فيها النبي (صلى الله عليه وآله) بنص مصادر السنة فقد جاء في حديث عمر عن المكان الذي توفي فيه النبي (صلى الله عليه وآله): (فبينما نحن في منزل رسول الله (ص) إذا رجل ينادي من وراء الجدار أن أخرج إلي يا ابن الخطاب... فإن الأنصار اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة، فأدركوهم قبل أن يحدثوا أمرا...). (فتح