معاوية يتحرك بجيشه نحو العراق تعددت الرسائل بين الإمام (عليه السلام) و معاوية، وكان آخر جواب من معاوية أنه رفض الاستجابة لطلب الإمام الحسن (عليه السلام) وقال للرسولين: جندب بن عبد الله الأزدي، والحرث بن سويد التميمي: (إرجعا فليس بيني وبينكم إلا السيف)! (شرح النهج: 4 / 13) وأخذ بجمع ما يستطيع من جيش، للتحرك نحو العراق لتنفيذ مشروعه الذي كان يعد له من زمن علي (عليه السلام) وهو أن يفرض الصلح على الإمام الحسن (عليه السلام) أو يقتله أو يأخذه أسيرا! فقد جاءته بشائر الأشعث عن بعض رؤساء القبائل وقادة الجيش الذين اشتراهم له الأشعث! (قال جندب: فلما أتيت الحسن بكتاب معاوية قلت له: إن الرجل سائر إليك، فابدأه بالمسير حتى تقاتله في أرضه وبلاده وعمله، فأما أن تقدر أنه ينقاد لك فلا والله حتى يرى منا أعظم من يوم صفين! ولما وصل كتاب الحسن إلى معاوية قرأه، ثم كتب إلى عماله على النواحي بنسخة واحدة: من عبد الله معاوية أمير المؤمنين إلى فلان بن فلان ومن قبله من المسلمين. سلام عليكم، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو. أما بعد، فالحمد لله الذي كفاكم مؤنة عدوكم وقتل خليفتكم، إن الله بلطفه وحسن صنعه أتاح لعلي بن أبي طالب رجلا من عباده فاغتاله فقتله، فترك أصحابه متفرقين مختلفين، وقد جاءتنا كتب أشرافهم وقادتهم يلتمسون الأمان لأنفسهم وعشائرهم، فأقبلوا إلي حين يأتيكم كتابي هذا بجهدكم وجندكم وحسن عدتكم، فقد أصبتم بحمد الله الثأر وبلغتم الأمل، وأهلك الله أهل البغي والعدوان، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته! فاجتمعت العساكر إلى معاوية، وروي أنهم بلغوا ستين ألفا، فسار بها قاصدا إلى العراق). (مقاتل الطالبيين / 38).
(١٢)